يواجه القناصة الإسرائيليين المتهمين بقتل المتطوعة الأمريكية عائشة نور أزغي أيغي، تحقيقات جديدة، على خلفية الحادث.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الاثنين، في تقرير لها، نقلا عن شهود عيان، أن قناصة إسرائيليين أطلقوا النار على إيجي خلال مسيرة احتجاجية في الضفة الغربية يوم الجمعة الماضية بالقرب من بلدة بيتا.
مقتل أجنبي نتيجة إطلاق نار في المنطقة
فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في تقارير تفيد بمقتل مواطن أجنبي نتيجة لإطلاق النار في المنطقة.
ووفقا للصحيفة، جاءت أيغي إلى إسرائيل كمتضامنه حيث تطوعت الناشطة الأمريكية البالغة من العمر 26 عامًا، مؤخرا في حركة التضامن الدولية، وهي مجموعة ناشطة مؤيدة للفلسطينيين، وذهبت إلى الضفة الغربية للمشاركة في حضور المنظمة الروتيني ومراقبة الاحتجاجات الفلسطينية ضد المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
شهود عيان يكشفون كيف قتلت إيغي برصاص إسرائيلي
وأفاد شهود عيان بأن المتضامنة الأمريكية التركية، قُتلت على يد جنود إسرائيليين.
وصرح محافظ نابلس غسان دغلس، بأن تشريح الجثة أكد أن إيجي قُتلت برصاصة قناص إسرائيلي في رأسها، في حين قال جوناثان بولاك، وهو متطوع في حركة التضامن الدولية، إن إطلاق النار وقع بعد نصف ساعة تقريبًا من تفرق المتظاهرين، وعندما لم تكن هناك اشتباكات نشطة أو حوادث إلقاء حجارة وبينما كان المتطوعون الأجانب، بمن فيهم إيجي، يقفون على بعد حوالي 200 ياردة من الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنه لم يكن هناك ما يبرر إطلاق النار.
رد القوات الإسرائيلية كان على المحرض الرئيسي
من جانبه، قالت سلطات الجيش الإسرائيلي، في بيان ، إنه "ينظر في تقارير تفيد بمقتل مواطنة أجنبية نتيجة لإطلاق النار في المنطقة، وأن تفاصيل الحادث والظروف التي أصيبت فيها قيد المراجعة، لافتا إلي أن القوات الإسرائيلية في منطقة بيتا ردت بإطلاق النار على المحرض الرئيسي للنشاط العنيف الذي ألقى الحجارة على القوات وشكل تهديدًا لهم".
وذكرت واشنطن بوست أن إسرائيل أصدرت بيانًا مشابهًا الأسبوع الماضي عندما قيل إن قناصة إسرائيليين قتلوا فتاة مراهقة تبلغ من العمر 16 عامًا تدعى لجين مصلح في بلدة بالضفة الغربية في محيط جنين، بينما كانت القوات الإسرائيلية تداهم منزلًا قريبًا.
وقال أسامة مصلح والد لجين، إن القناصة في كل مكان، مضيفا أن نجلته ذهبت لإلقاء نظرة من النافذة وحركت الستارة لترى ما كان يحدث، ثم أصيبت بالرصاص حيث أطلق الجيش ست رصاصات، بما في ذلك اثنتان أصابتا لجين، وفقا للصحيفة ذاتها.
غموض إسرائيلي تجاه حوادث القنص
وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ظل غامضًا فيما يخص التحقيقات في حوادث القنص حتى بعد مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي كانت تغطي الاشتباكات في جنين المضطربة عندما أصيبت برصاصة في رأسها في عام 2022، ففي البداية ألقى باللوم في وفاتها على المسلحين الفلسطينيين، حتى عندما قال شهود، بمن فيهم زملاء أبو عاقلة في قناة الجزيرة، إنه من الواضح أنها أصيبت برصاص القوات الإسرائيلية.
وخلصت التحقيقات اللاحقة التي أجرتها مجموعة من المنظمات، بما في ذلك تحليل مفتوح المصدر أجرته واشنطن بوست وفحص باليستي أجرته الحكومة الأمريكية، إلى أنها قُتلت بنيران إسرائيلية.
وعقب ذلك، اعترفت السلطات الإسرائيلية بأن أبو عاقلة ربما قُتلت برصاص أحد قواتها، لكنها أكدت أنه لم يطلق أي جندي إسرائيلي نارًا متعمدة على صحفي ولم تقدم أي دليل لإثبات هذا الادعاء كما لم يُعاقب أي جندي على وفاتها، في حين أثبتت وعود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بمحاسبة قتل أي صحفي أمريكي في الخارج أنها جوفاء وغير صادقة، حسب الصحيفة.
سيناريو أبو عاقلة يتكرر مع المتضامنة الأمريكية
وأوضحت واشنطن بوست، أن هذا السيناريو قد يتكرر في حالة أيغي، التي دعت عائلتها المسئولين الأمريكيين إلى الضغط من أجل تحقيق مستقل حتى دعا البيت الأبيض إسرائيل للتحقيق في الحادث.
من جانبه، صرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن يوم الجمعة الماضية، أن الحكومة الأمريكية تركز بشدة على الحصول على هذه الحقائق، مستدركا: "عندما نحصل على مزيد من المعلومات، سنجعلها متاحة، وسنعمل على تنفيذها حسب الضرورة".
وأوضحت الصحيفة أن أيغي تحمل الجنسيتين الأمريكية والتركية، وأثار مقتلها رد فعل أكثر صرامة من أنقرة حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال عطلة نهاية الأسبوع إن إسرائيل "قتلت ابنتنا الصغيرة بوحشية".
اقرأ أيضا
قوى رام الله تدعو لفتح تحقيق دولي بجريمة قتل المتضامنة الأمريكية