كثف حزب الله من هجماته الصاروخية على شمال إسرائيل والجولان السوري بإطلاق عشرات الصواريخ، مستهدفا بعضها قاعدة رامات ديفيد الجوية، في المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية اعترضت معظم هذه الصواريخ.
ويأتي ذلك وسط تأهب إسرائيلي خشية تصعيد أوسع في المواجهة مع حزب الله.
وقالت وسائل إعلامية إسرائيلية، صباح اليوم الأحد أنه تم إطلاق 4 رشقات صاروخية من جنوب لبنان باتجاه مواقع في الجليل خلال الساعتين الأخيرتين.
ودوت صفارات الإنذار فجر وصباح اليوم، دون توقف في الجولان السوري وفي مناطق عدة شرق وجنوب مدينة حيفا، منها الناصرة، جديدة المكر، ومناطق عكا ويوكنعام والعفولة ومجدال هعيمق في مرج بن عامر وجبل الكرمل، بعد إطلاق رشقات صاروخية كبيرة من جنوب لبنان.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم، تفعيل صفارات الإنذار بمناطق عدة في الشمال، بعد إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان، وقال إنه سقط صواريخ أو شظايا صواريخ مضادة في 5 مواقع شرق حيفا وانقطاع التيار الكهربائي ببعض المناطق.
وأعلن حزب الله اللبناني أنه قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية شمال حيفا.
استهداف قاعدة رامات ديفيد
أطلق حزب الله نحو 15 صاروخاً باتجاه قاعدة سلاح الجو في رمات دافيد في مرج ابن عامر شمال البلاد إذ دوت صافرات الإنذار بعد انتصاف ليل السبت – الأحد في عشرات البلدات في منطقة حيفا وفي مرج ابن عامر والناصرة والعفولة، بالإضافة إلى بلدات أخرى.
وأكد حزب الله في بيان، أنه أطلق عدداً كبيراً من الصواريخ من نوع "فادي 1" و"فادي 2" على قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا، ضمن ما وصفه بالرد على الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف الحزب أنه شن هجوماً صاروخياً ثانياً على القاعدة نفسها في وقت لاحق.
وأكد الحزب في بيان لاحق أنه استهدف القاعدة مرة أخرى، في إطار ما وصفه بالرد على "الاعتداءات الإسرائيلية".
ومن جهتها، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن صاروخًا سقط قرب القاعدة الجوية، فيما أفادت التقارير بسماع دوي انفجارات في منطقة نهلال المتاخمة للقاعدة.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن نحو 30 صاروخًا أطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل وشرق حيفا.
إلغاء الدراسة وتأهب واسع
بسبب القصف المكثف، قررت السلطات الإسرائيلية إلغاء الدراسة اليوم الأحد في عدة بلدات جنوب شرق حيفا، من بينها عكا، طبريا، نهاريا، وصفد.
وأفادت صحيفة معاريف أن فرق الإطفاء الإسرائيلية تعمل على إخماد حرائق اندلعت قرب مجدال هعيمق، يُعتقد أنها ناجمة عن شظايا صواريخ الاعتراض.
إصابات وخسائر مادية
أعلنت فرق الإسعاف الإسرائيلية عن إصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة في كريات بياليك والجليل الأسفل نتيجة القصف.
وإصابتان في جديدة المكر، منها إصابة بسبب الشظايا والأخرى حالة هلع وخوف بسبب دوي صافرات الإنذار والانفجارات.
وفي مناطق أخرى، منها يوكنعام والعفولة، لم تسجل أي إصابات، رغم الأضرار المادية التي لحقت ببعض المناطق.
وذكر المجلس الإقليمي لمنطقة مرج بن عامر أن شظايا صواريخ اعتراضية تسببت باندلاع النيران في مناطق مفتوحة بين كفار راوخ ويوكنعام.
تحذيرات أميركية وتطورات سياسية
بالتزامن مع التصعيد العسكري، دعت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها إلى مغادرة لبنان فورًا مع تزايد حدة الصراع، محذرة من تدهور الأوضاع الأمنية.
وفي بيان صدر يوم الأحد، حثت الوزارة المواطنين الأميركيين على الاستفادة من الرحلات الجوية التجارية المتاحة قبل تزايد التوتر.
ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه قام بتنفيذ غارات جوية جديدة على جنوب لبنان ردًا على الهجمات الصاروخية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل (الكابينت) سيعقد اجتماعًا طارئًا مساء اليوم الأحد لمناقشة التطورات الأمنية على جبهة لبنان.
توتر متزايد مع حزب الله
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من تهديد حزب الله بالانتقام من إسرائيل، على خلفية استهداف مواقع اتصال تابعة للحزب واغتيال قادة في وحدة "الرضوان" في غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن الهجمات الصاروخية التي شنها حزب الله الليلة الماضية هي الأبعد مدى منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، مشيرين إلى مخاوف من خروج الأمور عن السيطرة.
وأضافت صحيفة نيويورك تايمز أن الصواريخ التي أطلقها حزب الله هذه المرة استهدفت عمقًا غير معتاد داخل إسرائيل، ما يزيد من احتمالية تصعيد أكبر.
وفي ضوء التصعيد المستمر، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن حزب الله يستهدف مواقع عسكرية وليس مدنية، لكنها حذرت من أن "القواعد قد تنكسر" إذا استمرت هذه الهجمات.
فرض قيود جديدة
وفي وقت سابق من ليل السبت وقبيل الاستهداف من قبل حزب الله، رفعت حالة التاهب شمالي البلاد حيث فرض الجيش الإسرائيلي قيوداً جديدة بجبهته الداخلية، تنطلق من حيفا وحتى الحدود اللبنانية الجنوبية، في ظل التصعيد الكبير بعد الهجمات الأخيرة التي شنها على حزب الله في لبنان، متوقعاً حصول هجمات كبيرة خلال الـ24 ساعة القادمة.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.