استنكر الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، بشدة القصف الإسرائيلي على لبنان، مؤكداً أن هذه الأعمال تشكل انتهاكاً صارخاً لكافة قواعد القانون الدولي
وشدد مهران على أن استمرار إسرائيل في انتهاك القانون الدولي وارتكاب جرائم الحرب يقوض شرعيتها ويعجل بنهايتها كدولة فوق القانون، مندداً بسكوت المجتمع الدولي، الذي سوف يؤدي إلي مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم.
القصف الإسرائيلي خرق لميثاق الأمم المتحدة
وقال مهران في تصريحات خاصة لموقع الشمس، إن ما نشهده من قصف إسرائيلي على لبنان يمثل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، مشددا علي أن هذه الأعمال العدوانية تنتهك مبدأ حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح مهران أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية يعد جريمة حرب وفقاً للمادة الثامنة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا أن التهجير القسري للسكان يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
تحذيرات من توسعة الحرب وحركة النزوح
وحذر مهران من توسع دائرة الحرب وحركة النزوح من الجنوب، مشيرا إلى أن ما نراه من نزوح للمدنيين وفتح مدارس في بيروت لاستقبال النازحين يذكرنا بمأساة غزة، مشددا علي أن هناك خطر حقيقي من تحول لبنان إلى ساحة حرب جديدة، مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى في المنطقة.
وأضاف مهران أن هذا التصعيد ليس في مصلحة إسرائيل، مؤكدا أن توسيع رقعة الصراع سيزيد من عزلتها الدولية ويقوض شرعيتها أكثر فأكثر، وسوف يترتب عليه أيضا التعجيل بنهاية إسرائيل.
أهداف إسرائيل من التصعيد
وحول أهداف إسرائيل من هذا التصعيد، أشار الخبير الدولي إلي أن إسرائيل تسعى إلى توسيع نطاق الصراع لتبرير عملياتها العسكرية وصرف الانتباه عن جرائمها في غزة، ولخلق واقع جديد على الأرض قد يستخدم كورقة تفاوضية في أي تسوية مستقبلية.
كما حذر مهران من خطورة توسع رقعة الصراع مؤكدا أن هناك خطر حقيقي من انزلاق المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة، مشيرا إلي أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تدخل أطراف إقليمية أخرى، مما يهدد السلم والأمن الدوليين، داعيا الدول العربية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل، واتخاذ موقف موحد وحازم تجاه هذا القصف المستمر، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتقديم كل أشكال الدعم للبنان إل أن يتوقف هذا العدوان علي الشعبين اللبناني والفلسطيني.
ضرورة تدخل المجتمع الدولي
وفي هذا الصدد، أكد مهران ضرورة تدخل المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بشكل فوري لوقف هذا العدوان وفرض عقوبات على إسرائيل، مقترحا تقديم شكوى رسمية من لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، وإحالة الوضع في لبنان إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة.
كما أضاف أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو العودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية، وادراك أن سياسة القوة والعدوان لن تجلب لإسرائيل الأمن، بل ستزيد من عزلتها وتقوض مستقبلها على المدى البعيد.
وناشد مهران المجتمع المدني العالمي للتحرك، مطالبا كل الشعوب الحرة في العالم مواصلة التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني، واستمرار الضغط الشعبي والحملات العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات علي إسرائيل وداعميها لوقف هذه الانتهاكات.
اقرأ أيضا
وفود دولية في لبنان لمنع توسيع دائرة الحرب بين إسرائيل وحزب الله