أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن التأثيرات البيئية الناتجة عن الحرب في غزة غير مسبوقة، مما يعرض المجتمع لمخاطر متزايدة من التلوث في التربة والمياه والهواء، إضافة إلى خطر الأضرار غير القابلة للإصلاح للنظم البيئية الطبيعية.
النفايات الصلبة
تتزايد كمية النفايات الصلبة في غزة، حيث تُقدّر بنحو 1200 طن يوميًا، وقد تضررت خمسة من أصل ستة مرافق لإدارة النفايات الصلبة.
وهذا التراكم يؤدي إلى مشاكل بيئية وصحية، حيث تعاني مرافق إدارة النفايات من نقص شديد.
ويضطر السكان أحياناً إلى حرق النفايات بسبب عدم توفر خدمات كافية، مما يؤدي إلى تدهور جودة الهواء وزيادة انبعاثات الغازات الضارة.
وتشير التقديرات إلى أن الحرب خلف حوالي 39 مليون طن من الركام، ما يعادل أكثر من 107 كيلوغرام لكل متر مربع في قطاع غزة.
وتفاقم حالة الطوارئ المناخية العالمية، التي تتجاوز بكثير ثاني أكسيد الكربون الانبعاثات من القنابل والطائرات، بحسب دراسة يقودها فريق من جامعة كوين ماري في لندن.
وأكدت التقارير، أن إزالة الركام ستكون مهمة ضخمة ومعقدة، يجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن لتسهيل التعافي وإعادة الإعمار، حيث يشكل هذا الركام مخاطر صحية وبيئية بسبب الغبار والتلوث الناتج عن الذخائر غير المنفجرة ومادة الأسبستوس والنفايات الصناعية والطبية.
وفي سياق متصل، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن أطنان من النفايات باتت تحاصر خيام النازحين في مناطق وسط قطاع غزة في ظل تسرب مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض المعاوية والجلدية.
وأضافت الأونروا أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة الآفات مثل الفئران والبعوض والحشرات التي تزيد من انتشار الأمراض، فمنذ بدء الحرب حذرت مؤسسات ومنظمات صحية وحقوقية وأممية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين وتعمد الجيش الاسرائيلي خلال عدوانه الى استهداف مستشفيات غزة ومنظومات صحية وأخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة.
تدهور جودة المياه
يعاني السكان من تدهور حاد في جودة المياه، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة والأمن الغذائي.
وأكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، أن سكان غزة يواجهون "معاناة لا توصف" نتيجة الحرب المستمرة، بالإضافة إلى الأضرار البيئية الكبيرة التي تهدد بحبس الشعب في فترة تعافي طويلة وصعبة.
وكما نبهت إلى انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي وارتفاع معدلات التلوث، مما يضر بصحة الناس والأمن الغذائي.
وتشير الدراسات إلى أن حوالي 90% من المياه الجوفية في غزة غير صالحة للاستخدام بسبب تلوثها بالملوثات الكيميائية والجرثومية.
وتسبب تلوث المياه تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث تزداد حالات الإصابة بالأمراض المعوية، مثل الكوليرا والتيفوئيد.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتراكم بعض الملوثات العضوية، مثل المبيدات الحشرية، في السلسلة الغذائية، مما يزيد من المخاطر الصحية.
تشمل هذه الملوثات:
النترات: نتيجة الاستخدام المكثف للأسمدة الزراعية.
الكلوريدات: نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي.
مسببات الأمراض: مثل الإشريكية القولونية، مما يزيد من انتشار الأمراض المعدية.
وتسبب تلوث المياه تهديداً كبيراً للصحة العامة، حيث تزداد حالات الإصابة بالأمراض المعوية، مثل الكوليرا والتيفوئيد.
ووفقا للأمم المتحدة، اختفى من سوق مدينة دير البلح الرئيسي مواد التنظيف مما أسفر عن ظهور الأمراض الجلدية بشكل كبير بين السكان.
وكما أوضح التقرير الأممي، أن الأوبئة والأمراض المعدية بدأت في الانتشار بسبب غياب مواد النظافة المطلوبة، مشيرا إلي أن جميع السكان أي ما يقرب من ميلوني شخص في غزة تم حصرهم الآن في مدينتي دير البلح وخان يونس مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير .
ويعيش سكان قطاع غزة تحت تهديد تفشي الأمراض الوبائية سريعة العدوى خاصة في مخيمات النزوح وسط القطاع بسبب تراكم مياه الصرف الصحي بين القيامة وانعدام النظافة الشخصية بسبب شح المياه والمنظفات.
التلوث يتجاوز الحدود
يؤكد الخبراء أن التلوث الناتج عن الحرب لا يقتصر على القطاع نفسه، بل يتجاوز الحدود ليؤثر على الدول المجاورة.
وتشير دراسات، أن بعض الغازات الناتجة عن إلقاء القنابل الشديدة الانفجار تنتقل إلى دول الجوار عبر حركة الرياح.
وأظهرت تقارير بيئية في الدول المجاورة لغزة ارتفاعًا في بعض مؤشرات تلوث الهواء، مما يبرز مدى تأثير النزاع على البيئة في المنطقة بشكل أوسع.
الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي
لا شك أن التلوث الناتج عن الحرب يلحق أضرارًا جسيمة بالأمن الغذائي في المناطق المتضررة.
ويؤثر التلوث على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي في قطاع غزة والمناطق المحيطة به، مما يزيد من تعقيد التحديات التي تواجه الأمن الغذائي.
وكما أن المواد الكيميائية التي تُلقي في التربة نتيجة العمليات الحربية تؤدي إلى تلويث التربة، مما يؤثر على النباتات والمزروعات.
وتشير الدراسات إلى أن الملوثات قد تنتقل عبر السلسلة الغذائية.
وحيث تتعرض الحيوانات للنباتات الملوثة، مما يؤدي إلى تلوث لحومها وحليبها، وينتقل التلوث لاحقًا إلى الإنسان الذي يتغذى على تلك المنتجات.
وتسهم هذه الديناميكية في تعزيز تأثيرات التلوث البيئي على الصحة العامة.
وساهمت العمليات العسكرية في تدمير العديد من الموائل الطبيعية، مما أدى إلى فقدان التنوع البيولوجي.
ويقدر عدد الأنواع المهددة بالانقراض في غزة في تزايد مستمر.
وكما أن تلوث التربة والمياه أثر سلباً على الإنتاج الزراعي، مما يهدد الأمن الغذائي.
وأشارت التقارير إلى تراجع إنتاج المحاصيل الأساسية مثل القمح والخضروات، مما يزيد من معاناة السكان.
تدمير البنية التحتية للمياه
تعرضت شبكات المياه والصرف الصحي في غزة لأضرار جسيمة نتيجة للأعمال العسكرية، حيث تضررت محطات معالجة المياه وأنظمة التوزيع.
وتشير التقارير إلى أن خمسة من أصل ستة مرافق لمعالجة مياه الصرف الصحي في القطاع معطلة بالكامل.
وأدت هذه الأضرار إلى تدفق مياه الصرف غير المعالجة إلى البيئة، مما تسبب في تلوث الشواطئ ومصادر المياه العذبة.
وتشير البيانات إلى أن أنظمة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في غزة معطلة بالكامل تقريبًا، حيث أغلقت محطات معالجة مياه الصرف الصحي، مما أدى إلى تلويث الشواطئ والمياه الساحلية والتربة.
وتفاقم نقص غاز الطهي من معاناة الأسر، حيث لجأ البعض إلى حرق الخشب والبلاستيك والنفايات، مما يؤدي إلى تدهور جودة الهواء، على الرغم من عدم توفر بيانات دقيقة عن ذلك.
وأدت هذه الأضرار إلى تدفق مياه الصرف غير المعالجة إلى البيئة، مما تسبب في تلوث الشواطئ ومصادر المياه العذبة.
وتشير البيانات إلى أن أنظمة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في غزة معطلة تقريبًا، مما يزيد من التحديات التي يواجهها السكان.
تشكل الحرب على غزة أزمة إنسانية وبيئية متفاقمة، حيث يعاني السكان من تلوث المياه وتهديدات صحية خطيرة.
وطالع ايضا:
رغم الظروف المأساوية.. تطعيم أكثر من نصف مليون طفل في غزة ضد شلل الأطفال