قبل عام من اليوم تقريبا، قررت إدارة كلية كي لتأهيل المعلمين بمدينة بئر السبع، إقالة المحاضرة د. وردة سعدة، بعد جلسة استماع اتهمتها خلالها الكلية بأنها "تدعم حماس".
وعلى مدار هذا العام، مرت الدكتورة سعدة، بالعديد من جلسات الاستماع في الكلية التي قررت الاستغناء عن خدماتها بعد 28 عاما من العمل.
الدكتورة وردة سعدة كانت معنا في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد"، وتحدثت عن موقفها من الإقالة، وأكدت أنها مع كل ما حدث أصرت على الدفاع عن رأيها، الذي تراه سيجلب السلم والسلام للجميع.
حرية التعبير = التحقق الذاتي
"أنا ما زلت في مكاني، وعندما سألوني: ماذا تفعلين بعدما أقالوك من العمل بسبب تعبيرك ضد الحرب وضد علاج الأمور في القضية الفلسطينية الإسرائيلية بطرق أخرى، قلت لهم أنا كنت ناشطة 4 أيام بالأسبوع الآن أنا ناشطة 7 أيام بالأسبوع"، بهذه العبارة أوضحت الدكتورة وردة مشاعرها اليوم بعد مرور عام تقريبا على الإقالة.
وترى الدكتورة وردة أن إمكانية التعبير عن الذات هي أهم أسس التحقيق الذاتي لكل إنسان، وإذا أصيبت بمسٍّ فمعناه أنه لا يوجد أي مستقبل للمؤسسة أو الدولة أو المجتمع.
خالِف تُتْهَمْ!
وأكدت المحاضرة د. وردة أنها لم تتقدم للعمل بالكليات بعد هذا الحادث لأنه بمعظم الكليات كانت هناك حالات مشابهة أصعب أو أخف، وأنها لم ترغب في التعرض لهذا النوع من الإهانة، موضحة أن هناك محاضر إسرائيلي أيضا تعرض لأزمة مماثلة لمجرد أن كان له رأي مخالف.
وفي هذه المحادثة انضمت إلينا أيضا المحامية سوسن زهر، المتخصصة في مجال حقوق الإنسان، والتي مثلت د. وردة أمام جلسة الاستماع بكلية كاي.
أنت عربي.. إذًا أنت بالخارج
زهر أكدت أن هناك مئات الحالات من الموظفين الذين طُردوا من العمل أو دُعوا لجلسات استماع، ولا يشترط أن يكونوا عبروا عن رأيهم، حيث قالت "عشرات الحالات وصلتنا كانت مجرد أنك كنت عربي ببلدة غير عربية يجب أن تخرج وإلا يكون هناك تهديد بمس أو تهجم جسدي".
وأضافت أن الحملات ضد الموظفين العرب كانت عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن أكثر من 140 حالة طالب وطالبة في الكليات والجامعات دُعوا لجلسات استماع وجلسات تأديبية خاصة من نشروا أمورا تتعلق بالأحداث التي صارت في السابع من أكتوبر.
المحامية الحقوقية ذكرت أيضًا أن مئات الاشخاص اعتقلوا وصدرت 200 لائحة اتهام ضد مواطنين عرب، معلّقة: "هذا فقط ما نعرف عنه، فهناك عشرات الاعتقالات ضد المواطنين لا نعرف عنها شيئا".