أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بيانًا اليوم الأحد، اتهم فيه الجيش الإسرائيلي باستخدام الروبوتات المفخخة المحملة بأطنان من المتفجرات في العمليات العسكرية التي ينفذها شمال قطاع غزة، والتي تتواصل لليوم التاسع على التوالي.
وأكد المرصد أن هذه العمليات تصاعدت بشكل كبير، مما يعكس جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الفلسطينيين، والتي تتضمن مجازر وجرائم قتل عمد وتجويع وتهجير قسري على نطاق واسع.
فصل شمال غزة عن باقي المناطق
أوضح المرصد أن الجيش الإسرائيلي عمل على فصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة بشكل كامل، من خلال نشر الآليات العسكرية، ووضع السواتر الرملية وركام المنازل المدمرة.
وكما استخدم غطاءً ناريًا من الطائرات المسيّرة، ولفت إلى تلقيه شهادات متعددة عن استخدام الروبوتات المفخخة، التي يتم تفجيرها عن بُعد، مما يؤدي إلى أضرار هائلة في المنازل والمباني المحيطة وسقوط العديد من الضحايا.
وفي الوقت نفسه، توقفت أعمال طواقم الإسعاف والدفاع المدني تقريبًا، باستثناء بعض الأحياء التي لا تزال تحت السيطرة.
استخدام محظور بموجب القانون الدولي
قال المرصد إن استخدام الجيش الإسرائيلي للروبوتات المفخخة يعد انتهاكًا للقانون الدولي، حيث تُعتبر هذه الأسلحة من الأنواع العشوائية التي لا يمكن توجيهها نحو أهداف محددة.
وبسبب طبيعتها، تؤثر هذه الأسلحة على السكان المدنيين بشكل مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين بشكل عشوائي، مما يجعل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية بحد ذاتها.
شهادات من داخل المناطق المحاصرة
ذكر أحد السكان في حي القصاصيب أنه شهد انفجارًا هائلًا في المنطقة، واصفًا صوت الانفجار بأنه الأقوى الذي سمعه في حياته.
وقال إن هذا الانفجار نتج عن تفجير روبوت مفخخ، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل دفعة واحدة.
وكما وثق فريق المرصد تفجير الجيش الإسرائيلي لروبوتين آخرين في منطقة التوام وفي حي الزهراء غرب مخيم جباليا.
وأشار شاهد آخر من منطقة الفالوجا إلى حدوث انفجارات هائلة في المنطقة، مما أدى إلى إصابة عدد من المحاصرين.
توسع عمليات التدمير
بدأ الجيش الإسرائيلي استخدام الروبوتات المفخخة لأول مرة في غزة خلال الاقتحام الثاني لمخيم جباليا في مايو الماضي، مما أدى إلى ارتقاء عدد من المدنيين وتدمير العديد من المنازل.
وقال "الأورومتوسطي" إن الجيش الإسرائيلي قد توسع في عمليات تدمير المنازل والمباني السكنية في شمال القطاع، مستخدمًا ثلاث وسائل رئيسية: القصف الجوي، الروبوتات المفخخة، وزرع المتفجرات داخل المنازل ونسفها.
أوامر التهجير وآثارها على السكان
في سياق متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن ستة أوامر تهجير خلال أسبوع، بما في ذلك توزيع منشورات تدعو السكان للانتقال إلى جنوب قطاع غزة.
وأفاد المرصد بوجود حوالي 200 ألف شخص آخرين في محافظة غزة يعانون من القصف المستمر والجوع بسبب توقف إدخال المساعدات والسلع، مما يعني أن أكثر من 400 ألف شخص في شمال غزة يتعرضون لمختلف أنواع القتل والتشريد والتجويع.
تفاقم الوضع الإنساني في شمال غزة
أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تحذيرًا من أن من ينجو من القصف والقتل المباشر في شمال غزة يبقى عرضة لمخاطر الموت جوعًا أو عطشًا.
وقد منعت القوات الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وتسبب ذلك في تدمير وحرق المخابز وتجريف ما تبقى من آبار المياه.
وذكر المرصد أن السكان المحاصرين في منازلهم ومراكز الإيواء غير قادرين على البحث عن الطعام في المناطق المحيطة بهم.
وكما أن النزوح الداخلي المتكرر أدى إلى تركهم لأمتعتهم ومخزوناتهم من الطعام والماء، مما يترك معظمهم محاصرين دون مقومات الحياة الأساسية.
استهداف النازحين أثناء محاولتهم الفرار
أشار المرصد إلى أنه على الرغم من دعوات الجيش الإسرائيلي للسكان للانتقال إلى الجنوب عبر شارع صلاح الدين، فإن هؤلاء يتعرضون للاستهداف بمجرد مغادرتهم لمنازلهم أو مراكز الإيواء.
وكما تم تسجيل إطلاق النار من الطائرات الإسرائيلية على العديد من مراكز الإيواء، مما أسفر عن إصابة العشرات من النازحين.
دعوة عاجلة للتدخل الدولي
دعا المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمال غزة، ووقف ما اعتبره جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي.
وأكد على ضرورة فرض حظر شامل على الأسلحة الموجهة لإسرائيل، ومحاسبتها ومعاقبتها على جميع جرائمها، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين الفلسطينيين في المنطقة.
وطالع ايضا: