في عمق صحراء ثار الهندية، وعلى بعد خطوات من الزمن، تختبئ واحدة من أكثر القرى غرابة في العالم. كولدهارا، قرية مهجورة تركها سكانها فجأة ودون أثر، لتصبح واحدة من أشهر المواقع التي يسكنها الغموض والأساطير.
وفقًا لموقع "Times of India"، يتداول الجميع قصة اختفاء سكانها، التي تثير تساؤلات لا تنتهي، بينما يكتنفها تاريخ طويل من الازدهار والدمار.
فما الذي دفع أهل كولدهارا إلى مغادرة هذه الأرض الخصبة ليتركوا وراءهم بيوتا فارغة وشوارع مقفرة؟ هل كانت لعنة حقيقية أم مجرد أسطورة زرعها الزمن؟
تاريخ القرية وازدهارها
تأسست كولدهارا عام 1291 على يد قبيلة الباليوال البراهمية، التي اشتهرت بمهاراتها الزراعية وحسها التجاري.
ازدهرت القرية تحت رعاية ملوك جيسالمير الذين منحوا القبيلة امتيازات عديدة.
كانت كولدهارا تتميز بمعمارها الجميل وحياتها الاجتماعية النابضة بالحياة، حيث كانت تضم العديد من المعابد والآبار والشوارع المرصوفة.
سبب الرحيل الغامض
في أوائل القرن التاسع عشر، وقعت حادثة غريبة جعلت جميع سكان كولدهارا يفرون فجأة ودون سابق إنذار. تعددت الروايات حول سبب هذا الرحيل المفاجئ، لكن أشهرها هي قصة حب فاشلة بين حاكم جيسالمير وابنة زعيم القرية.
فقد هدد الحاكم بفرض ضرائب باهظة على القرية إذا لم يوافق أهلها على زواجه من ابنته، مما دفع أهل الباليوال إلى مغادرة قريتهم للأبد، ولا أحد يعلم إلى أين ذهبوا.
تقول الأسطورة إن أهل الباليوال لعنوا القرية قبل مغادرتهم، متوعدين بأنها ستبقى مهجورة إلى الأبد، ولن يستطيع أحد العيش فيها.
وقد عززت هذه الأسطورة الغموض المحيط بكولدهارا، مما جعلها مكانًا يبتعد عنه الناس.
كيف أصبحت كولدهارا اليوم
اليوم، أصبحت كولدهارا مزارًا للسياح والمستكشفين الذين يأتون ليشهدوا جمال هذه القرية المهجورة ورعبها في الوقت نفسه.
ومع ذلك، يحذر السكان المحليون من زيارة القرية في الليل، حيث يعتقدون أن الأرواح الشريرة تسكنها، ويزعمون سماع أصوات غريبة وأشباح تظهر وتختفي في ظلال الليل، مما يزيد من الغموض الذي يحيط بالقرية.
طالع أيضًا