في بحر البلطيق، يعيش دولفين وحيد يُعرف محليًا باسم "ديلي"، الذي أثار اهتمام الباحثين بسبب سلوكه الفريد.
على الرغم من انفصاله عن أقرانه، لا يتوقف ديلي عن إصدار أصوات تواصلية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان يحاول ملء فراغ عزلته أو إذا كانت هذه الأصوات تعكس سلوكيات أعمق وغير مفهومة.
الرحلة الصوتية والتواصل الغريب
قضى ديلي ثلاث سنوات في قناة "سفيندبورغسوند" بين جزيرتين دانمركيتين، قبل أن ينتقل إلى سواحل ألمانيا. في دراسة قادتها الدكتورة أولغا فيلاتوفا من جامعة جنوب الدنمارك، تم استخدام جهاز "ساوندتراپ ST-500" تحت الماء للاستماع إلى أصوات ديلي لمدة شهرين.
ورغم التوقعات بأن يكون ديلي قليل الصوت بسبب غياب مستمعين محتملين، اكتشف الباحثون أنه يصدر أصواتًا مستمرة وإيقاعية، مما يعكس تواصله مع نفسه.
أصوات مميزة ودلالات غامضة
تختلف أصوات ديلي عن تلك التي يصدرها الدلافين في مجموعات. على عكس صفارات الدلافين العادية، كان لدى ديلي ثلاث صفارات مختلفة، وهو اكتشاف نشر في مجلة "بيوآكوستيك".
هذا أثار تساؤلات حول ما إذا كان ديلي يخلق "أصدقاء خياليين" للتحدث معهم أو إذا كانت الأصوات جزءًا من حاجة فطرية للتواصل الاجتماعي.
العزلة والعاطفة في سلوك ديلي
توجد فرضيات أخرى تشير إلى أن هذه الأصوات قد تعكس حالة من العزلة الشديدة، حيث لم تكن موجهة إلى الدلافين الأخرى في القناة.
الدراسات أظهرت أيضًا أن ديلي هو في الواقع دولفين من قطيع معروف في اسكتلندا، وقد أُطلق عليه سابقًا اسم "يودا"، مما يضيف طابعًا فكاهيًا على القصة ويعكس ارتباط عزلة ديلي وشخصيته بأصواته الغريبة بالشخصية الشهيرة في أفلام "حرب النجوم".
طالع أيضًا