لأول مرة بشكل رسمي، دخلت تركيا على خط الوساطة بين إسرائيل وحماس في غزة، حيث جاء ذلك على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الثلاثاء، بعد دقائق من إعلانه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
:: ::
وحول الدور التركي في الوساطة بين حماس وإسرائيل، كان لنا لقاء مع المحلل السياسي في الشأن التركي، علّام صبيحات، ضمن برنامج "أول خبر".
وقال صبيحات إن ما يحدث يعد تطورًا مهمًا وإيحابيًا، يُبنى عليه أمورًا مهمة، بينها العمل على وقف إطلاق نار دائم على الجبهة اللبنانية، ومحاولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف أن أنقرة تتحدث عن ربط الجبهتين أو الوسطة فيهما، وأنها مستعدة لهذا الدور بالفترة القادمة، حيث تتحدث تركيا منذ البداية عن أنها مستعدة للعب دور الوساطة، لدعم الوساطة القطرية المصرية، خاصة الآن بعدما انسحبت قطر.
وأشار إلى أن أمير دولة قطر تميم بن حمد، زار تركيا قبل أسبوعين، وتباحث مع الرئيس التركي أردوغان، ولفت أيضًا إلى أن رئيس الشاباك زار قبل 10 أيام تركيا في زيارة غير معلنة.
وضع حماس في تركيا
أكد صبيحات أن تركيا تقول إنها أولا لم تفتح مكتبًا سياسيًا لحماس، وثانيا لم تستقبل قياداتها التي خرجت أو ستخرج من قطر في الفترة القادمة بشكل رسمي، وإنما هي -القيادات- تزور تركيا بين الفينة والأخرى وتمكث هناك لبضعة أسابيع ثم تغادر ولا تقيم بشكل رسمي، مشيرا إلى أن هذه الإقامة تعطي تركيا مخولًا للتفاوض والوساطة.
وبعدما أوضح وجهة النظر التي يدور حولها "الحديث الرسمي التركي"، أعرب صبيحات عن وجهة نظره التي تقول إن الحديث عن عدم فتح مكتب لحماس في تركيا، هو لتخفيف الضغط الأمريكي على أنقرة.
ولفت إلى أن من فتح ورقة تدخل تركيا في الوساطة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بالتنسيق.
أوراق الضغط التركية على حماس
وأضاف المحلل السياسي أن تركيا ربما تفكر في استضافة حماس، لكن بشكل غير معلن، "وربما هذا هو أحد السيناريوهات أو الحلول للضغط على حماس في أمور الوساطة"، مثلما كانت تفعل قطر بالضغط على حماس بورقة المكتب السياسي والإقامة بالدوحة.
ورجّح أن تركيا قد تستخدم ورقة قلة الخيارات أمام حماس، خاصة بعد مغادرتها لقطر، "فإما إلى تركيا أو إيران"، موضحًا أن عدد الأطراف التي قد تستقبل قيادات حماس "محدود"، وأنه ستصبح هناك حالة عدم استقرار في حماس وستكون مضطرة للتعامل مع الضغط التركي.
