يبقى الدماغ البشري أحد أعقد الألغاز التي يسعى العلم لفك شفراتها. ومن بين التحديات الكبرى التي تواجه العلماء، يأتي مرض ألزهايمر باعتباره تهديدًا خطيرًا يطال الملايين حول العالم،
في اكتشاف علمي جديد قد يغير فهمنا لآلية تطور مرض ألزهايمر، أعلن فريق بحثي من كلية سانت مايكل وجامعة فيرمونت عن اكتشاف نظام جديد لإزالة الفضلات في الدماغ البشري، والذي قد يكون له دور كبير في تطور هذا المرض، والسر في أدمغة العناكب.
نظام قنوات لإزالة الفضلات: الطريق الجديد لفهم تطور ألزهايمر
استنادًا إلى أبحاث سابقة أجريت على أدمغة العناكب، اكتشف العلماء أن الدماغ البشري يحتوي على "نظام قنوات لإزالة الفضلات" الذي يقوم بجمع الفضلات من الخلايا العصبية السليمة.
وقد تبين أن هذا النظام يمكن أن يتعرض لانتفاخ كارثي يؤدي إلى تدهور أنسجة الدماغ، وهو ما يُعتبر سمة رئيسية لمرض ألزهايمر.
النتائج التي نشرت في مجلة "علم الأعصاب المقارن" تقدم تفسيرًا جديدًا للاضطرابات الشائعة المرتبطة بمرض ألزهايمر مثل تراكم صفائح الأميلويد-بيتا، وتشابكات بروتين تاو، والتغيرات الإسفنجية في نسيج الدماغ.
هذا الاكتشاف يشير إلى أن نظام إزالة الفضلات قد يكون المسؤول عن بعض هذه التغيرات، ما يوفر أملًا جديدًا في فهم تطور المرض.
دور أدمغة العناكب في الكشف عن أسرار الزهايمر
قادت الدكتورة روث فابيان-فاين من كلية سانت مايكل البحث، بالتعاون مع الدكتور جون ديويت من كلية الطب بجامعة فيرمونت، والدكتور آدم ويفر من نفس الكلية.
بدأ الفريق البحثي في دراسة تأثيرات الأمراض التنكسية على العناكب المركزية الأمريكية، حيث اكتشفوا أن خلايا الدماغ المتضررة في العناكب تُظهر تشابهًا كبيرًا مع تلك المرتبطة بالأمراض التنكسية في البشر.
أدت الخلايا العصبية الكبيرة في أدمغة العناكب إلى إمكانية دراسة آلية عمل الدماغ بشكل أكثر وضوحًا، مما سمح للباحثين باكتشاف نظام داخلي لإزالة الفضلات في الدماغ.
وبعد إجراء أبحاث على الفئران والبشر، وجد الفريق البحثي أدلة قوية تشير إلى أن التدهور العصبي في البشر قد ينشأ عن آليات مشابهة لتلك التي لوحظت في أدمغة العناكب.
في النهاية، هذه النتائج تفتح الباب لتطوير عقاقير جديدة يمكنها استهداف هذه التشوهات الهيكلية في الدماغ، وهو ما قد يمثل تقدمًا كبيرًا في علاج الأمراض التنكسية مثل مرض ألزهايمر.
طالع أيضًا