في عالم التجارب النفسية، تبرز ظاهرة «جاميه فو» كإحدى الظواهر الغريبة التي لا تزال تثير اهتمام العلماء.
تُعد هذه الظاهرة بمثابة عكس لظاهرة «ديجا فو»، حيث يشعر الشخص في حالة «ديجا فو» أنه عاش تجربة جديدة من قبل، بينما في حالة «جاميه فو»، يصبح الشيء المألوف غريبًا أو غير معروف.
من خلال دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين، تم تسليط الضوء على تأثير التكرار المفرط على الإدراك البشري وكيف يؤدي إلى هذا الارتباك العصبي.
تشير النتائج إلى أن «جاميه فو» قد تكون مرتبطة بأنماط غير مألوفة في الذاكرة وقد تلعب دورًا في فهم آليات الدماغ والاضطرابات النفسية.
التكرار كآلية لتنشيط الذاكرة
في تجارب لتوضيح هذه الظاهرة، استخدم الباحثون كلمات مألوفة مثل "باب" وطلبوا من المشاركين كتابتها مرارًا وتكرارًا.
بعد تكرار الكلمات عدة مرات، أفاد نحو 70% من المشاركين أنهم شعروا بأن الكلمة فقدت معناها أو أصبحت غير حقيقية، مما يعكس تمامًا تجربة «جاميه فو».
يشير الباحثون إلى أن «جاميه فو» يعد بمثابة فحص لآلية الذاكرة، حيث يؤدي التكرار المفرط إلى تشويش العقل وفقدان المعنى المؤقت في الذكريات.
كما يُعتقد أن هذه الظاهرة تساعد الدماغ على إعادة التركيز والانتباه إلى مهام جديدة، مما يساعد في كسر دائرة التكرار المفرط.
يعتقد الباحثون أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بحالات مثل اضطراب الوسواس القهري، حيث يؤدي التكرار المستمر إلى الشعور بالضياع وفقدان التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.
طالع أيضًا
الاضطرابات المزاجية الحادة: أسبابها وأعراضها وطرق التعامل معها
