كشف تقرير جديد صادر عن المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل عن أزمة اجتماعية ونفسية عميقة تعصف بعائلات جنود الاحتياط الذين شاركوا في الحرب المستمرة على غزة منذ نحو عامين.
ووفق الاستطلاع، فإن ما يقارب ثلث الأزواج فكروا في الانفصال أو الطلاق نتيجة الضغوط الهائلة الناجمة عن الخدمة العسكرية الطويلة لأزواجهم.
نصف الجنود المتزوجين تضررت علاقاتهم الأسرية
وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف الجنود المتزوجين تضررت علاقاتهم الأسرية بشكل مباشر بسبب طول فترة الخدمة.
ففي حين أبلغ 36% فقط من أزواج من خدموا أقل من 50 يومًا عن تدهور العلاقة، ارتفعت النسبة إلى 57% بين من تجاوزت خدمتهم 250 يومًا.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تدهور نفسي ملحوظ بين أبناء الجنود
كما أشار التقرير أيضًا إلى انعكاسات الحرب على الأطفال، إذ قال 52% من الأزواج إن أبناءهم عانوا من تدهور نفسي ملحوظ بعد عودة الآباء من الخدمة، بينما بلغت النسبة 63% لدى من امتدت خدمتهم ما بين 200 إلى 250 يومًا.
بعد انتهاء الخدمة، أبلغ 61% من الأزواج عن حاجتهم إلى المساعدة، حيث احتاج 55% منهم إلى دعم نفسي أو عاطفي، بينما احتاج 38% إلى دعم مالي.
كما لجأ 35% إلى جلسات استشارة نفسية، مع ارتفاع ملحوظ في طلب هذه المساعدة كلما طالت مدة الخدمة.
ارتفاع معدلات الانتحار
يأتي نشر الاستطلاع في وقت تتصاعد فيه معدلات الانتحار داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.
وكشفت تحقيقات عسكرية في أغسطس الماضي أن معظم حالات الانتحار مرتبطة بالصدمات النفسية الناتجة عن القتال في غزة، بما في ذلك طول فترات الانتشار ومشاهد الحرب القاسية وفقدان الرفاق.
ووفقًا لبيانات القناة 12 الإسرائيلية، انتحر 17 جنديًا منذ بداية عام 2025، بينما سجّل عام 2024 أعلى حصيلة منذ أكثر من عقد بواقع 21 حالة.
ويؤكد مسؤولون عسكريون أن الاضطرابات النفسية الناتجة عن الحرب هي العامل الأساسي وراء هذه الأرقام المقلقة.
تعزيز خدمات الدعم النفسي
وردًا على الأزمة، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز خدمات الدعم النفسي، من خلال تدريب القادة على رصد علامات الاضطراب لدى الجنود، وزيادة عدد ضباط الصحة النفسية بنحو 200 في الخدمة الدائمة و600 في الاحتياط، إضافة إلى ألف جندي يعملون بالفعل في هذا المجال منذ اندلاع الحرب.
وتعكس القضية جانبًا خفيًا من تداعيات الحرب، حيث لا يقتصر أثرها على ساحات القتال، بل يمتد إلى داخل البيوت، مهددًا استقرار العائلات ومستقبل المجتمع الإسرائيلي برمته.
اقرأ أيضا
هيرش: هناك 20 رهينة على قيد الحياة والقسام تعلن فقدان الاتصال مع رهينتين