انتشرت على مواقع التواصل، خلال اليومين الماضيين، مقاطع لخروج مئات المعتقلين من سجن صيدنايا سيئ السمعة، بالقرب من العاصمة السورية دمشق.
جاء ذلك في وقت تستمر فيه عمليات البحث عن معتقلين قيل إنهم في زنازين شديدة التحصين تحت الأرض، وفقا للدفاع المدني السوري - الخوذ البيضاء.
وأظهرت المشاهد المنشورة صور المعتقلين المفرج عنهم في حالات تُظهر تعرضهم لأنواع مختلفة من التعذيب، وظهر الكثير منهم غير قادر على الوقوف أو المشي من شدة النحول والضعف.
وحول هذا الموضوع أجرينا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع يُمن حلاق، الباحثة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، والتي أكدت أنهم -كمنظمة حقوقية- كان الأمر غير مفاجئ لهم.
وقالت إنه حتى فيما سبق قبل ردع العدوان، "كنا نوثق بكثافة هذه الانتهاكات بحق المعتقلين وكافة أشكال التعذيب"، وإنه فيما سبق كان هناك جو من الخوف والقمع الذي يمنع المعتقلين المفرج عنهم من مشاركة قصصهم وتجاربهم، ومع ذلك وثقت الشبكة السورية العديد من القصص التي "تشيب لها الولدان".
يُمن حلاق: نتوقع سماع المزيد من الفظائع
وأضافت أنه بعد خروج آلاف المعتقلين من كافة المحافظات اليوم ولم يعد هناك هذا الخوف من النظام سيبدأ المعتقلين في مشاركة قصصهم وتجاربهم في المعتقلات وستكون هناك فظائع أكبر.
وأوضحت أنهم يتوقعون سماع تلك القصص وأكثر من قبل، وذلك لإدراكهم أن سياسة النظام كان منهجها تعذيب المعتقلين وإهانتهم من الناحية الجسدية والنفسية.
الشبكة السورية توجه نداء لأهالي المعتقلين
وأكدت يُمن حلاق أن الفريق الميداني للشبكة السورية بدأ بالعمل على الموضوع، وذلك على صعيدين؛ الأول هو التواصل مع المعتقلين المفرج عنهم لتوثيق الانتهاكات التي تعرضوا لها.
والآخر هو نداء وجهته لأهالي المعتقلين وذويهم للتواصل مع الشبكة في حال أن لديهم أي معلومات حول أبنائهم المعتقلين أو أنهم يبحثون عن أبنائهم، موصحة أنه من الممكن عبر فريق الشبكة الميداني أن يساعدوا هؤلاء الأهالي.
الاعتقال التعسفي لم يفرق بين الجنسيات
ومن ناحية أخرى أكدت "حلاق" أن المعتقلين بالسجون السورية ليسوا فقط سوريين، حيث أن هناك معتقلين فلسطينيين ولبنانيين منذ أيام حافظ الأسد، مشيرة إلى أن النظام اعتمد الاعتقال التعسفي كوسيلة للقمع ولم يفرق بين الجنسيات.
طالع أيضًا:
40 سنة في سجون سوريا.. شقيق المعتقل بشار يحيى من جنين يروي للشمس تفاصيل قصته