في خطوة هامة نحو فهم كيفية تشكل الكواكب في الفضاء، أعلن فريق من العلماء أنهم استطاعوا رصد ظاهرة تكوّن الكواكب باستخدام مرصد "ألما"، حيث اكتشفوا تجمعًا كثيفًا لحبيبات الغبار في منطقة محددة داخل قرص كوكبي أولي.
يشير هذا الاكتشاف إلى أن الكواكب الناضجة تعمل كمغناطيسات ضخمة، تجذب المواد التي تساهم في تكوين كواكب جديدة.
وقد أجريت هذه الملاحظات من قبل فريق بحثي بقيادة كيوياكي دوي، الباحث في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك، باستخدام مرصد "ألما" لرصد قرص كوكبي أولي حول نجم شاب يُسمى "PDS 70"، والذي يحتوي على كوكبين اكتمل تشكيلهما بالفعل.
وأظهرت الملاحظات أن هناك تجمعًا لحبيبات الغبار في منطقة معينة خارج مداري هذين الكوكبين.
لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
تعتبر هذه الملاحظات مهمة لأن حبيبات الغبار تمثل المكون الأول الذي يتجمع لتكوين كوكب، ولكن كيفية حدوث هذا التجمع كانت مسألة غير واضحة.
يُعتقد أن الكواكب التي تتشكل أولًا في النظام الكوكبي، مثل الكواكب الموجودة حول النجم "PDS 70"، تعمل كمغناطيس للغبار، حيث تقوم بجذب الحبيبات الصغيرة نحوها، مما يساعد في تكوين كوكب جديد في المكان الذي يتجمع فيه الغبار.
لتوضيح هذه الفكرة، يمكن تصور أنك في غرفة مليئة برياح خفيفة تحمل قطعًا صغيرة جدًا من الورق في الهواء.
إذا وضعت في وسط الغرفة مروحة صغيرة، فإنها ستجذب تلك القطع الصغيرة من الورق إليها. ومع مرور الوقت، قد تتجمع هذه القطع لتشكل كتلة أكبر من الورق.
هذا يشبه ما يحدث في الفضاء، حيث تعمل الكواكب مثل المروحة لجذب حبيبات الغبار، مما يساعد في تكوين كواكب جديدة.
كيف تم الرصد؟
أُجريت الملاحظات باستخدام مرصد "ألما" عند طول موجي 3 مم، مما سمح برؤية أكثر وضوحًا وشفافية مقارنة بالملاحظات السابقة التي كانت عند 0.87 مم.
وقد مكن ذلك الباحثين من رؤية توزيع الغبار بشكل أدق. أظهرت الملاحظات تركيزًا لحبيبات الغبار في منطقة محددة خارج مداري الكواكب، مما يشير إلى أن الكواكب تساهم في تجميع الغبار الذي سيتحول في النهاية إلى كوكب جديد.
يساهم هذا الاكتشاف في تفسير كيفية تكوّن أنظمة كوكبية تحتوي على عدة كواكب، مثل النظام الشمسي.
تبدأ العملية بتكوين الكواكب الأقرب إلى النجم، والتي تقوم بجذب الغبار إلى أماكن معينة، ثم يبدأ تكوّن كواكب جديدة في تلك المناطق. وبهذا، يتكون النظام الكوكبي تدريجيًا من الداخل إلى الخارج.
طالع أيضًا