كشف تقرير سنوي صادر عن مؤسسة التأمين الوطني عن أرقام صادمة تتعلق بمعدلات الفقر في البلاد خلال عام 2023؛ حيث يعيش ما يقرب من مليوني شخص تحت خط الفقر، بينهم 873 ألف طفل و158 ألفًا من كبار السن.
وأشار التقرير إلى أن معدلات الفقر تُسجل أعلى مستوياتها في المجتمعات العربية والحريدية، وتعد المستوطنة الحريدية "موديعين عيليت" أفقر منطقة في إسرائيل، تليها القدس، وبيت شيمش، وبني براك، واللد، وفقًا للبيانات.
وللحديث عن هذا الموضوع أجرينا ضمن برنامج أول خبر مداخلة مع أماني ياسين، عاملة اجتماعية مختصة في العنف الأسري.
وقالت أماني ياسين إنه في هذا التوقيت من كل عام تكون هناك مفاجآت، خاصة بعد هذا العام الصعب ومرور الاقتصاد الإسرائيلي بأزمتي جائحة كورونا ثم الحرب.
وأضافت أنها رغم كونها لم تفاجئ من الأرقام ولكن التقارير صعبة جدًا، وأن النسب تشير إلى أن المجتمع العربي يعاني ضائقة صعبة اقتصاديًا.
وأوضحت ياسين أن تقارير الفقر الأخيرة تؤكد أن 42.4% من الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في البلاد هم عرب، وبينهم 78% قصر، مشيرة إلى ارتفاع خط الفقر في إسرائيل لأعلى من 3.2%.
كما أوضحت أن هذه الأرقام تُقاس بمعايير المدخول الشهري للفرد، وهو 3500 شيكل، مؤكدة أنه مبلغ جدًا ضئيل لا يكفي لسد احتياجات عائلة تعول أطفالًا.
وتقول العاملة الاجتماعية إن هذه الفئات الواقعة تحت خط الفقر، تشمل العائلات أحادية الوالدية، أي الذين تعولهم الأم فقط أو الأب فقط وغيرهم من فئات المستضعفين مثل المسنين ومجتمع الحريديم المتدين وغيرهم.
وأكدت أن المجتمع العربي أمام تحديات كبيرة، حيث أنه يعاني من الفقر والقمع، وأنه على كل مؤسساته رفع مستوى الوعي، من أجل استغلال حقوقه مثل التأمين الوطني والتأهيل المهني، واستخدامها بالاتجاه الصحيح.
وتشير ياسين إلى أن الأجور لم ترتفع لعدة سنوات متتالية، رغم أن هناك وعود بتمرير ميزانيات، لكنها لا تحدث، بل سيتم تقليصها بعد ضائقة الحرب وسيكون الوضع أسوأ.
ولفتت إلى أنه بالسنة الأخيرة، ذهبت أغلب الميزانيات، بخلاف الأمور العسكرية، إلى تمويل اللاجئين، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ذلك سيؤدي لزيادة معدلات الفقرة وتفاقمها خلال السنوات المقبلة، لاسيما وأنه حتى مع نهاية الحرب، ستستمر أضرارها لسنوات.
ووفقاً للتقرير، بلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر في إسرائيل 1.98 مليون شخص، ما يجعل إسرائيل تحتل المرتبة قبل الأخيرة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من حيث معدلات الفقر، بناءً على الدخل المتاح.
وأظهرت الإحصاءات أن 20.7% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، في حين ترتفع النسبة بشكل كبير بين الأطفال، لتصل إلى 27.9 %، وتبلغ 12.8 % بين كبار السن.