كفر كنا، بلدة فلسطينية تقع في منطقة الجليل الأسفل شمال فلسطين، وتبعد حوالي 18 كيلومترًا غرب بحيرة طبريا و6 كيلومترات شمال شرق مدينة الناصرة، تعتبر كفر كنا واحدة من القرى العربية التي تتمتع بتاريخ طويل وعريق، حيث يعود تاريخها إلى العصور القديمة.
تشتهر كفر كنا بأهميتها الدينية، حيث يُعتقد أنها الموقع الذي قام فيه يسوع بأول معجزاته، وهي تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، كما ورد في الإنجيل، هذا الحدث جعل من كفر كنا وجهة دينية مهمة للمسيحيين حول العالم، حيث يزور العديد من الحجاج الكنائس والمواقع الدينية في البلدة.
تأسست كفر كنا في العصور الوسطى، وتحديدًا في بداية القرن الثالث عشر، وتعتبر اليوم مركزًا تجاريًا هامًا في منطقة الناصرة، تبلغ مساحة أراضيها حوالي 20,600 دونم، وتحيط بها أراضي قرى طرعان وعرب الصبيح والمشهد وعين ماهل وصفورية، ترتفع القرية حوالي 252 مترًا عن سطح البحر، وتقع على بقعة قرية عت قاصين الكنعانية القديمة.
تشتهر كفر كنا بزراعة الزيتون، حيث يُعتبر زيت الزيتون المنتج في البلدة من أجود أنواع الزيت في منطقة الجليل، كما كانت تشتهر قديمًا ببساتين الرمان، التي تضاءلت بسبب التوسع العمراني والضائقة السكانية.
تضم كفر كنا العديد من المعالم الدينية والتاريخية، منها مقام النبي يونس وكنائس البلدة التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما أن البلدة شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تحولت إلى مركز تجاري هام يخدم سكان المنطقة والمناطق المجاورة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تعد كفر كنا مثالًا حيًا على التعايش بين المسلمين والمسيحيين، حيث يعيش سكانها في وئام وسلام، ويعملون معًا للحفاظ على تراثهم الثقافي والديني، يبلغ عدد سكان كفر كنا حوالي 23,705 نسمة حسب إحصاءات عام 2021، وتبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 2,357 نسمة لكل كيلومتر مربع.
و تعتبر كفر كنا بلدة فلسطينية ذات تاريخ عريق وأهمية دينية كبيرة، تجمع بين التراث الثقافي والديني والتطور التجاري، مما يجعلها وجهة مميزة للزوار والسكان على حد سواء.
طالع أيضًا: