كشف مصدر دبلوماسي مصري، اليوم الاثنين، عن احتمالية فتح قنوات اتصال بين القاهرة والإدارة السورية الجديدة في المرحلة المقبلة.
يأتي ذلك في ظل حرص مصر على التمسك بموقفها الثابت تجاه الأزمة السورية، والذي يرتكز على الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ومنع تحولها إلى بؤرة للتطرف والإرهاب.
مصر لم تتواصل مع سوريا حتى الآن
ورغم ذلك، لم تتواصل مصر حتى الآن بشكل مباشر مع الإدارة السورية الجديدة التي تولت الحكم بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وكان آخر اتصال رسمي بين البلدين في 29 نوفمبر الماضي، خلال مكالمة جمعت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري آنذاك بسام الصباغ، في تلك المكالمة، شددت مصر على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ووحدة أراضيها، مع ضرورة مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
في أعقاب سقوط نظام الأسد ودخول الفصائل المسلحة إلى دمشق، أكدت مصر على هذه المحددات في لقاءات واتصالات إقليمية ودولية، مع التأكيد على الحاجة إلى عملية سياسية شاملة يقودها السوريون دون تدخل خارجي.
وأفادت فضائية سكاي نيوز عربية، بأن التصريحات المصرية الصادرة عن وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية لم تتغير في جوهرها، بل تم تكييفها بما يتلاءم مع الوضع الراهن، حيث تبنت مصر موقفاً داعماً لعملية سياسية وطنية شاملة تستند إلى قرار مجلس الأمن 2254، وتدعو لإعادة بناء المؤسسات الوطنية واستعادة مكانة سوريا عربياً ودولياً.
ومع ذلك، يثار تساؤل حول غياب أي اتصال رسمي مباشر بين لقاهرة ودمشق حتى الآن، وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن السلطات السورية تدرك جيداً موقف مصر الرسمي، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد خطوات عملية للتواصل بين الجانبين.
على دمشق اتخاذ خطوات لتمهيد العلاقات مع القاهرة
في المقابل، يرى مراقبون أن على دمشق اتخاذ خطوات إيجابية لتمهيد الطريق لعلاقات أوثق مع القاهرة. وتشمل هذه الخطوات معالجة ما وصفته دوائر مصرية بـ"الرسائل السلبية"، مثل استقبال أحمد الشرع قائد الإدارة الجديدة في سوريا لشخصيات مدانة بالإرهاب في مصر، أو سماح السلطات السورية لناشطين محسوبين على تنظيم الإخوان ببث رسائل معادية لمصر.
ورغم محاولة وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني تهدئة الأجواء بتغريدة أعرب فيها عن رغبة حكومته في تحسين العلاقات مع مصر، إلا أن القاهرة ترى أن الانتقال من الأقوال إلى الأفعال هو الخطوة المطلوبة لتجاوز الخلافات وبناء الثقة بين الطرفين.
اقرأ أيضا
الجيش الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويحاصر مباني حكومية