كشف مسؤولون في الأمم المتحدة عن استعدادهم لإغلاق عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل التهديدات المتزايدة من السلطات الإسرائيلية.
يأتي هذا القرار في وقت حرج، حيث يواجه معظم سكان قطاع غزة خطر المجاعة، مما يجعل هذه الخطوة ذات تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني.
الوضع في غزة كارثي
ووصف جيمي ماكغولدريك، الذي شغل منصب المسؤول عن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في غزة والضفة الغربية حتى أبريل الماضي، الوضع بالكارثي، مؤكدا في تصريحاته لصحيفة "نيويورك تايمز" أن إغلاق الأونروا سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع، متسائلاً عن النوايا الإسرائيلية قائلاً: "إذا كانت إسرائيل تسعى لإزالة قدرتنا على إنقاذ الأرواح، فما هو الهدف النهائي من ذلك؟".
الأونروا تُعد العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة منذ بداية الحرب. يديرها خمسة آلاف موظف في القطاع، وتشرف على المساعدات الإنسانية بما في ذلك الملاجئ، العيادات الطبية، والمساعدات الغذائية، بالإضافة إلى إزالة النفايات وتوفير الوقود لتشغيل المستشفيات وآبار المياه.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
توتر طويل الأمد بين إسرائيل والأونروا
العلاقة بين إسرائيل والأونروا متوترة منذ عقود. وتتذرع إسرائيل بأن الوكالة تُبقي على حالة اللجوء الفلسطيني. وازدادت التوترات بعد اتهامات إسرائيلية بمشاركة موظفي الأونروا في هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023. وقد فصلت الوكالة تسعة موظفين بعد تحقيق داخلي، لكنها رفضت معظم الادعاءات الإسرائيلية بسبب عدم تقديم الأدلة.
وفي أكتوبر الماضي، صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون يحظر أنشطة الأونروا في الأراضي المحتلة، ما أدى إلى تصعيد الأزمة، ومن المقرر أن يدخل القانون حيز التنفيذ قريبًا، مما سيحظر التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والأونروا، وهو أمر ضروري لتنفيذ عملياتها الإنسانية.
لويز ووتريدج، مسؤولة في الأونروا بغزة، حذرت من أن الحظر سيعرض حياة الموظفين للخطر، مشيرة إلى أن أكثر من 250 موظفاً في الوكالة قتلوا خلال الحرب الحالية، مؤكدة أن التنسيق مع السلطات الإسرائيلية ضروري لضمان سلامة العمليات الميدانية.
تحذيرات دولية من عواقب القرار
حذر مسؤولون أميركيون إسرائيل من أن حظر الأونروا سيؤدي إلى "تدمير الاستجابة الإنسانية" في غزة.
وتخدم الوكالة ما يقرب من 300 ألف طالب عبر مدارسها الـ288، و2.6 مليون مريض سنوياً في عياداتها الطبية، وفي الضفة الغربية، تقدم الأونروا خدماتها لنحو 900 ألف فلسطيني.
رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، دافع عن القرار قائلاً: "من يهتم حقًا بالسكان، عليه إيجاد بدائل". لكن مسؤولي الأونروا أكدوا أن أي منظمة أخرى لن تستطيع استبدال الوكالة أو تلبية احتياجات السكان بالمستوى نفسه.
تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
إغلاق الأونروا سيترك فراغًا خطيرًا في الاستجابة الإنسانية، خاصة مع منع الجيش الإسرائيلي الوكالة من استخدام المعابر بين إسرائيل وشمال غزة. وتواجه غزة بالفعل أزمة إنسانية حادة بسبب نقص الغذاء والماء والخدمات الصحية، مما يجعل دور الأونروا محوريًا في بقاء السكان.
مع استمرار الحصار والقيود الإسرائيلية، يبدو أن إغلاق الأونروا قد يؤدي إلى كارثة إنسانية ويفاقم الوضع المأساوي لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
اقرأ أيضا
برصاص السلطة الفلسطينية..مقتل أب ونجله خلال اشتباكات مستمرة في جنين
