كشفت دراسة جديدة نشرت في "المجلة الأمريكية للطب" عن علاقة مفاجئة بين رفض تلقي لقاح COVID-19 وزيادة احتمال التعرض لحوادث المرور.
ووفقًا للدراسة، فإن الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح معرضون لخطر أعلى بنسبة 48% للتورط في حوادث مرورية خطيرة مقارنة بمن تلقوا اللقاح.
هذا الارتفاع في الخطر يعادل تقريبًا المخاطر المرتبطة بحالة صحية مثل انقطاع النفس النومي، مما يثير تساؤلات حول العلاقة بين الصحة العامة وسلوكيات القيادة.
استندت الدراسة إلى تحليل شامل لبيانات أكثر من 11 مليون شخص في أونتاريو، كندا.
من بين هؤلاء، تبين أن 16% لم يتلقوا اللقاح. واستندت النتائج إلى مراجعة بيانات الحوادث المرورية التي تطلبت دخول المصابين إلى المستشفى، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مؤثرة مثل العمر، والجنس، والحالة الصحية.
الارتباط بين رفض اللقاح وزيادة خطر حوادث المرور
أوضحت النتائج أن نسبة الحوادث بين غير الملقحين تجاوزت بشكل لافت نسبتهم في عينة الدراسة، حيث مثلوا 25% من إجمالي الحوادث الخطيرة.
على الرغم من أن الدراسة لا تشير إلى أن اللقاح بحد ذاته يؤثر على مهارات القيادة، إلا أن الباحثين يعتقدون أن سلوكيات معينة قد تكون مشتركة بين رفض اللقاح والتعرض للحوادث.
فقد أشارت دراسات سابقة إلى أن سلوكيات مثل الشخصية العدوانية أو التمرد على القواعد قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الحوادث.
وأكد الباحثون أن "التنشيط المناعي ضد فيروس كورونا لا يؤثر بشكل مباشر على سلوك القيادة، لكن السلوكيات الاجتماعية المرتبطة برفض اللقاح قد تكون هي السبب".
ووجدت الدراسة أن خطر الحوادث بين غير الملقحين يعادل تقريبًا المخاطر المرتبطة بحالات صحية مثل انقطاع النفس النومي، لكنه يبقى أقل من خطر القيادة تحت تأثير الكحول.
التأثيرات الاجتماعية لرفض التوصيات الصحية
هذه النتائج تفتح المجال للنقاش حول العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تربط بين رفض التوصيات الصحية وسلوكيات أكثر خطورة على الطرقات.
رغم أن الدراسة لم تحدد أسبابًا مباشرة لهذه العلاقة، إلا أن الباحثين قدموا بعض الفرضيات. من أبرز هذه الفرضيات أن عدم الثقة في السلطات أو الميول للتمرد على التوصيات العامة قد يعكس سلوكًا خطيرًا في القيادة.
كما قد تلعب عوامل أخرى دورًا في هذا الارتباط، مثل الفقر المزمن، ضعف الوعي الصحي، أو انتشار المعلومات المضللة.
بينما اقتصرت الدراسة على الحوادث الخطيرة التي تطلبت دخول المستشفى، فإن نتائجها تسلط الضوء على أهمية توخي الحذر من غير الملقحين سواء في الأماكن العامة أو أثناء القيادة.
الباحثون دعوا إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين الصحة العامة وسلوكيات القيادة بشكل أعمق، مع التركيز على كيفية تعزيز الالتزام بالإجراءات الوقائية وتخفيف المخاطر على الطرقات.
طالع أيضًا