نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً للكاتب رونين تال تناول فيه كتابًا جديدًا بعنوان "السيف سيفتك بطريقة أو بأخرى"، من تأليف العقيد احتياط عساف هزاني، معتمدًا على مذكراته وتجربته الحربية في الجيش الإسرائيلي.
وجمع الكتاب بين التحليل النقدي والأسلوب الأنثروبولوجي لاستعراض ظواهر وسلوكيات داخل الجيش الإسرائيلي.
تمزيق القرآن الكريم للانتقام من المواطنين
وسلط الكتاب الضوء على قصة مثيرة للجدل حول جندي إسرائيلي أقدم على تمزيق القرآن الكريم أمام مجموعة من الرجال الفلسطينيين المقيدين في غزة.
وسرد هزاني الواقعة قائلاً: "سألت الجندي عن سبب تصرفه، فأجابني بأنه ينتقم منهم."
وفقًا للصحيفة، فإن هذا السلوك يمثل انتهاكًا لقواعد الجيش الإسرائيلي، لكن الكتاب تجنب التقييم الأخلاقي المباشر وركز على استكشاف الدوافع اللاواعية الكامنة وراء هذه الأفعال.
نزعة الانتقام لدى الجنود الإسرائيليين
كما كشف الكتاب عن تنامي نزعة الانتقام لدى الجنود الإسرائيليين، وهي ظاهرة امتدت إلى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار هزاني العالم في الأنثروبولوجيا إلى توثيق الجنود لبعض التصرفات المثيرة للجدل عبر الإنترنت، وهو ما أدى إلى ملاحقات قانونية دولية، وأصبح مصدر قلق للجنود الذين يسافرون إلى الخارج خوفًا من المحاكمات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إحراق مناطق واسعة في غزة دون ضرورة عملياتية
كما عرض الكاتب أمثلة على إحراق الجنود لمناطق واسعة في قطاع غزة دون أي ضرورة عملياتية، وهو سلوك وصفه بأنه يضر بقدرة الجيش على أداء المهام المهنية.
وتناول الكتاب أيضًا قضايا أخرى، مثل قيام بعض قادة الجيش الإسرائيلي بجلب أصدقاء أو أفراد عائلتهم لمرافقتهم في مواقع القيادة لتخفيف الشعور بالوحدة، وهو تصرف أثار دهشة الكاتب.
جيش محترف من المليشيات
وفي أحد الفصول، يحمل الكتاب عنوان "جيش محترف من المليشيات"، حيث يصف هزاني تحوّل الجيش من مؤسسة موحدة إلى مجموعة مليشيات، مشيرًا إلى تدهور الانضباط وثقافة القتال غير المهنية واعتماد الجيش على المساعدات المدنية لتوفير الطعام والمعدات.
كما تطرق الكتاب إلى إصرار الجنود على التقاط صور "سيلفي" في ساحات القتال باستخدام هواتف ذكية، رغم تحذيرات القادة من أن ذلك يعرّض حياتهم للخطر، إذ يمكن للعدو تحديد مواقعهم بدقة، بالإضافة إلى ذلك، يعرض الكتاب الصراعات المتكررة بين جنود الاحتياط والمجندين المحترفين، مع شكاوى من أن قادة الألوية يبنون إنجازاتهم على حساب جنود الاحتياط.
من جانبه، علق رونين تال في مقاله على هذه القضايا بالقول إن الكتاب يكشف تناقضًا بين التقارير الرسمية التي تصور الجيش الإسرائيلي كقوة موحدة تقاتل لهدف مشترك، وبين الواقع الذي يصفه هزاني باعتباره يعج بالتفكك والانتهاكات.
شهادة فريدة من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
وشكل الكتاب شهادة فريدة من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ويسلط الضوء على الانقسامات الداخلية والأخلاقيات المشوهة التي تنعكس على أداء الجيش وسلوكه.
وتجاوز هذا العمل مجرد كونه مذكرات شخصية، ليصبح توثيقًا نقديًا يعكس واقعًا مظلمًا للجيش الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات عميقة حول أخلاقياته وتوجهاته المستقبلية.
اقرأ أيضا
50 شكوى حول العالم ضد جنود الجيش الإسرائيلي لارتكابهم جرائم في غزة