توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حركة حماس بـ"جحيم حقيقي" إذا لم تُفرج عن كل المحتجزين الإسرائيليين من غزة بحلول الساعة الثانيةَ عشرة ظهرا من يوم السبت القادم، مؤكدًا إنه سيدعو لإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت حماس قد أعلنت تأجيل تأجيل تسليم دفعة المحتجزين الإسرائيليين، المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل، حتى إشعار آخر.
وقالت كتائب القسام في بيان، إن "المقاومة رصدت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو، وعدم التزامه ببنود الاتفاق، من تأخير عودة النازحين إلى شمال القطاع، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق غزة، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها، بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذنا من جانبنا كل ما علينا من التزامات".
وللحديث حول هذا الموضوع، ورد الفعل على هذه التصريحات في غزة، كان لنا ضمن برنامج "يوم جديد"، مداخلة مع الحقوقي د.مصطفى إبراهيم من قطاع غزة.
ويرى د.مصطفى إبراهيم أن "الحرب لم تتوقف" في غزة، حتى بعد وقف إطلاق النار وعودة الناس لغزة، لكن الحرب مستمرة بأشكال مختلفة.
طرق طبول الحرب
وقال إنه عندما أعلنت حماس تأجيل إطلاق سراح الأسرى، ازدادت المخاوف بطَرق طبول الحرب بشكل أكبر، موضحًا أن تخوفات الناس في غزة مشهودة، رغم أنهم مشغولون بتفاصيل الحياة اليومية.
وأضاف: "الناس مشغولة، الأمطار مستمرة، يقومون بنصب خيامهم والبحث عن لقمة العيش وأماكن بيوتهم المُدمّرة وكيفية إصلاحها"، لكنهم أيضًا متخوفين من عودة الحرب بعد تصريحات ترامب ويعتقدون أنها قد تعود كذلك بسبب مماطلات إسرائيل.
وأشار إلى أن اتباع إسرائيل أسلوب "الحل المرحلي؛ علّ وعسى أن حماس قد تنتهك الاتفاق ويتهمونها هي بخرقه"، مشيراً إلى أن هذا يحدث بالفعل عقب تصريحات "أبو عبيدة".
ماذا تبقى من غزة ليتحول إلى جحيم؟
ووصف إبراهيم، تعامل أهالي غزة مع تصريحات ترامب، قائلا إن "الناس تتسائل وهناك تخوفات كبيرة وهناك لَبس ما إذا كان التأجيل يتعلق بالأسرى الثلاثة الذين تحدثت عنهم إسرائيل، أم جميع الأسرى والمختطفين".
وتعليقا على تصريحات ترامب وتوعّده بالجحيم، قال د.مصطفى إبراهيم: "الجحيم نعيشه بالفعل، وأهالي غزة يتساءلون ماذا تبقى من غزة ليتحول لجحيم، هل يتحول لجحيم من نوع آخر لا نعرفه؟".
وأكد الحقوقي الفلسطيني أن هناك انحياز تام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأن أمريكا تعتبر شريك في الحرب المستمرة على غزة.
وأضاف أنه إذا كانت أمريكا وسيطًا "فأعتقد أنه يجب أن يفهم ترامب لماذا أعلنت حماس التأجيل ولماذا لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق وتفاصيله مثل عدد الشاحنات التي كان يجب أن تدخل من خيام وكرفانات".
"صفقة تاجر رخيص"
وتحدث إبراهيم عن أوضاع المواطنين مؤكدا أنهم يعيشون تحت المطر والبرد القارس ولا يجدون مكانا يعيشون فيه، مشددًا على أن هذه الأوضاع كانت جزءًا مما دفع حماس لهذا القرار، بالإضافة إلى أنه قد تكون هناك أسباب سياسية، وفقًا لإبراهيم.
ووصف تصريحات ترامب بأنها "استخاف بالشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بطريقة وقحة لا يدرك فيها مدى تمسك الفلسطيني بالأرض"، ووصفها أيضًا بأنها "صفقة تاجر رخيص لا يستطيع فهم كيف تتم الصفقات".
أما عن موقف حماس، فيرى إبراهيم أن حماس تعلم أنه لا يوجد لديها من يدعم ويكون في جانبها، مشيرًا إلى أن العرب موقفهم "مقبول نوعًا ما"، وأن بعضهم اتخذ "موقف صامت وخائف من ترامب"، مؤكدا أن السبب هو ما لديهم من مصالح مع الإدارة الأمريكية.
طالع أيضًا:
"تحويل غزة لجحيم".. محمد دراغمة: تهديد ترامب لا يؤخذ جديًّا والمرحلة الثانية للاتفاق تبتعد