قال الدكتور مصطفى إبراهيم، المحلل السياسي من غزة، إن عام 2025 شكّل امتدادا مباشرا للإبادة التي بدأت في أواخر عام 2023، مؤكدا أن تداعياتها الكارثية ما زالت قائمة على مختلف المستويات الإنسانية والمعيشية والسياسية داخل قطاع غزة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الواقع في غزة اتسم خلال العام الماضي بمستويات غير مسبوقة من التدمير والقتل والتشريد والنزوح المتكرر، إلى جانب تفشي الأوبئة والأمراض، مشيرا إلى أن السكان عاشوا أشهر طويلة من الجوع القاتل الذي ترك آثارا عميقة ما زالت حاضرة حتى اليوم.
وتبع: "مدن كاملة تعرضت لتدمير ممنهج، بينها رفح وبيت حانون وأحياء واسعة من مدينة غزة".
وفي ما يتعلق بالموقف الدولي، أكد إبراهيم أن المشهد السياسي اتسم بغياب شبه كامل للضغط الحقيقي على إسرائيل، لافتا إلى أن الدعم الأميركي والأوروبي ظل مطلقا، بينما اقتصرت المواقف على تصريحات سياسية متفرقة لم تُترجم إلى خطوات فعلية لوقف الحرب.
وقال إن ما وصفه بوقف إطلاق النار لم ينعكس على الأرض بإنهاء المعاناة الإنسانية.
تبديد آمال الفلسطينيين
وأشار إلى أن الفلسطينيين شعروا بمزيد من القلق بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "إذ بددت تلك التصريحات آمالا سابقة بإمكانية ممارسة ضغط أميركي فعلي على الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف أن وقف إطلاق النار أعطى انطباعا للعالم بأن الحرب انتهت، في حين أن الفلسطينيين يعيشون مرحلة أكثر قسوة تتعلق بإعادة ترتيب الحياة وسط الدمار والجوع واستمرار القتل.
غزة خارج مركز الاهتمام العالمي
وحذّر "إبراهيم" من أن غزة باتت خارج مركز الاهتمام العالمي، موضحا أن الحراك الشعبي والضغط الجماهيري في أوروبا والعالم تراجعا بشكل ملحوظ مقارنة ببدايات الحرب، بينما انشغل المجتمع الدولي بحديث سياسي ودبلوماسي لا يلامس الواقع اليومي للناس على الأرض.
وفي قراءته للمشهد المقبل، رجّح أن يستمر الوضع القائم خلال عام 2026 في ظل بقاء حكومة اليمين في إسرائيل واستمرار نتنياهو في السلطة، إضافة إلى عودة ترامب إلى الواجهة السياسية، معتبرا أن الحديث عن إعادة إعمار أو إدخال بيوت متنقلة وكرافانات ما زال بلا تطبيق فعلي، رغم الاتفاقات المعلنة.
وختم بالقول إن الفلسطينيين لا يرون على الأرض أي مؤشرات حقيقية على تحسن الأوضاع أو انطلاق عملية إعادة إعمار، محذرا من أن استمرار هذا الواقع يعني بقاء غزة في دائرة المعاناة المفتوحة دون أفق واضح للحل.