أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الاثنين، تأجيل تسليم دفعة المحتجزين الإسرائيليين، المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل، حتى إشعار آخر.
وأضاف "أبو عبيدة"، في بيان، أن "المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية رصدت انتهاكات العدو، وعدم التزامه ببنود الاتفاق، من تأخير عودة النازحين إلى شمال القطاع، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق غزة، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها، بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذنا من جانبنا كل ما علينا من التزامات".
ولحديث أوسع حول هذا الموضوع، كان لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع محمد ضراغمة، الصحافي من قناة الشرق.
التحول في سياسات ترامب
ويرى ضراغمة أن حماس قلقة جدًا من التحول الذي حدث في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ حيث أن ترامب قبل تسلمه الرئاسة كان يبعث برسائل مع مبعوثه للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، بأنه يريد إنهاء الحرب.
وأضاف أن كل ما كان يهم ترامب هو الرهائن ومقابل ذلك قدم تعهدات بأن الحرب انتهت، وأنه على هذا الأساس حدثت الصفقة وقدمت حماس التنازلات المطلوبة، أما الآن حماس قلقة من أن الحرب سوف تلوح في الأفق، وأن المرحلة الثانية تبتعد أكثر وأنه ليس هناك وعود جدية بنهاية الحرب.
تحويل غزة إلى جحيم حقيقي
وتطرّق الحديث إلى تصريحات ترامب الأخيرة، التي توعّد فيها الرئيس الأمريكي حماس بـ"جحيم حقيقي" إذا لم تُفرج عن كل المحتجزين الإسرائيليين من غزة بحلول الساعة الثانيةَ عشرة ظهرا من يوم السبت القادم، مؤكدًا إنه سيدعو لإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار.
ويعتقد ضراغمة أن "تحويل غزة إلى جحيم" هو تهديد لم تأخذه حماس على محمل الجد، مضيفًا "من تحدثوا إليّ يقولون يبدو أن ترامب لم يكن يتابع الأخبار ولم ير الجحيم وهو يتساقط على غزة وعشرات آلاف الضحايا يسقطون".
وأضاف الصحفي الفلسطيني أن الجحيم لن يحرر الأسرى الإسرائيليين، وأنهم سوف يموتوا مع من يموتون، مؤكدًا أنه لا يتم النظر بجدية لموضوع التهديد الآن.
سيطرة حماس
وفي سياق متصل، وحول الأوضاع في قطاع غزة الآن، قال ضراغمة إن حماس سيطرت منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار، مضيفًا "نتلقى تقارير من مراسلينا في الميدان يقولوا إنه في اليوم الاول انتشرت حماس كأنها كانت تنتظر هذه اللحظة وأعادت الأمن وفرض النظام وحاربت العصابات".
أما على صعيد المساعدات، فأكد ضراغمة أن هنالك نقص جدي في الكثير من الأمور ليس من بينها المواد الغذائية، التي قال إن هناك فائض منها، ولكن في الوقت نفسه الخيام لا تصل وهناك نقص في الكرفانات والمواد الطبية.
وأوضح قائلا إن الهلال الاحمر كان يُدخل كميات من المستلزمات الطبية ويقيم بواسطتها مستشفيات ميدانية، لكن لم يُسمح للمواد اللازمة لهم بالدخول، مؤكدا أن هناك تعمد لتأخير مواد الإيواء والمواد الطبية والآليات الثقيلة لإزالة الركام وفتح الطرق.
المرحلة الثانية تبتعد
ويرى ضراغمة أن المرحلة الثانية من الاتفاق تبتعد، مشيرًا إلى أن تصريحات قادمة من واشنطن وتل أبيب والقدس تقول إن إسرائيل لا تريد دخول مرحلة ثانية وتبحث عن بديل.
واستطرد قائلا إن المرحلة الثانية تبحث الهدوء المستدام وإسرائيل لا تريد ذلك، أما حماس فأكد أن كل ما يهمها هو وقف الحرب، وهي تبدي مرونة في كل شيء ووافقت على كل التنازلات والضمانات التي طلبتها إسرائيل، لا سيما حول نقطة مهاجمتها.
وكانت حماس قالت في وقت سابق إنها ستؤجل تسليمَ المحتجزين الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت القادم "حتى إشعار آخر".
وأرجعت حماس سبب ذلك لعدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق؛ ومنها تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، فضلا عن استهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها كما تم الاتفاق عليه.
في المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل مصرة على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنه حذر من أي انتهاك للاتفاق من جانب حماس.