ارتقت طفلتان فلسطينيتان في قطاع غزة خلال الساعات الماضية، في مشهد يلخص هشاشة الحياة الإنسانية تحت وطأة التصعيد العسكري المستمر وتداعيات النزوح القسري.
وارتقت طفلة برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة الزرقاء بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة، فيما قضت طفلة أخرى جراء سقوط جدار على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح جنوب القطاع، إضافة إلى وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين.
خروقات يومية لاتفاق وقف إطلاق النار
وتأتي هذه الحوادث المأساوية في سياق خروقات يومية لاتفاق وقف إطلاق النار، يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكابها منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025، عبر غارات جوية وبرية وبحرية، ونسف منازل وممتلكات مدنية، إلى جانب إطلاق النار باتجاه تجمعات النازحين في مختلف مناطق القطاع، ما فاقم من حالة الخوف وعدم الاستقرار بين السكان.
ميدانيًا، شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية استمرار الغارات الجوية على شمال ووسط قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية.
كما أطلق الطيران المروحي الإسرائيلي، فجر الأربعاء، نيرانه بشكل مكثف باتجاه مدينة رفح جنوب القطاع، في إطار تصعيد متواصل يطال المناطق الجنوبية، ولا سيما تلك التي تؤوي أعدادًا كبيرة من النازحين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف في خان يونس
وفي خان يونس، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي قصفًا مدفعيًا ترافق مع إطلاق نار كثيف شرق المدينة، فيما استهدفت غارات جوية مدينة رفح، وأطلقت الآليات العسكرية نيرانها باتجاه المناطق الجنوبية الشرقية من مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، ما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والأمنية.
على الصعيد الدولي، أعرب وزراء خارجية عشر دول هي بريطانيا وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وأيسلندا واليابان والنرويج والسويد وسويسرا عن قلقهم البالغ إزاء التدهور المتجدد في الوضع الإنساني بقطاع غزة، واصفين ما يجري بأنه كارثي.
وأشار الوزراء إلى أن حلول فصل الشتاء وما يحمله من أمطار غزيرة وانخفاض في درجات الحرارة يزيد من معاناة المدنيين، في ظل حاجة نحو 1.3 مليون شخص إلى دعم عاجل في مجال الإيواء، وعمل أكثر من نصف المرافق الصحية بشكل جزئي فقط، مع نقص حاد في المعدات والمستلزمات الطبية، إضافة إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية للصرف الصحي، ما يعرض نحو 740 ألف شخص لخطر طوفانات ملوثة.
إعادة الإعمار سيبدأ قريباً
سياسيًا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إعادة إعمار غزة ستبدأ قريبًا، واصفًا القطاع بأنه مكان صعب نتيجة الدمار الواسع.
وجاءت تصريحاته خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في منتجع مارآلاغو بفلوريدا، حيث أشار إلى بحث مشاركة قوات تركية ضمن قوة استقرار دولية مقترحة في غزة، مجددًا تأكيده على ضرورة نزع سلاح حركة حماس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ومؤكدًا أن إجراءات إعادة الإعمار قد بدأت بالفعل رغم التحديات.
الجيش الإسرائيلي هاجم 20.900 هدف خلال عام 2025
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قواته هاجمت نحو 20,900 هدف في مختلف الجبهات خلال عام 2025، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة هذه الأهداف أو حصيلة الخسائر، في وقت يستمر فيه نزيف المدنيين، وتدفع الطفولة في غزة الثمن الأفدح لصراع لا يبدو أن نهايته باتت قريبة.
اقرأ أيضا