أفرجت الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، عن صاحبي مكتبة فلسطينية في مدينة القدس الشرقية بعد اعتقالهما الأحد الماضي؛ بذريعة "الإخلال بالنظام".
وكانت السلطات الإسرائيلية داهمت فرع "المكتبة العلمية" في شارع صلاح الدين بالقدس الشرقية، واعتقلت صاحبيها أحمد ومحمود منى، ثم تم الإفراج عنهما بشرط دفع غرامة مالية، وذلك بعد احتجازهما في سجن المسكوبية بالقدس الغربية.
"تجربة مؤلمة"
ولمزيد من التفاصيل حول ظروف اعتقاله، كان لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع محمود منى، صاحب المكتبة، والذي وصف ما حدث معه بأنه "تجربة مؤلمة لا أتمناها لأحد".
وقال محمود منى: "بالنسبة لشخص يعيش في عالم الكتب والثقافة والحريات وفي عالم الكلمات والأفكار والشعر والأدب أن يوضع في موقف صعب ومؤلم مثل هذا، أمر مؤلم نفسيًا".
وأضاف أن ظروف الاعتقال ليست سهلة، وأن هناك تعامل قمعي وغير إنساني وغير قانوني داخل وحدات الاعتقال، بجانب ما سببه ذلك من تأثير عائلي على أطفاله، بحسب قوله.
وحول ما حدث قبل عملية الاقتحام، وهل كان هناك تحذيرات أو تنبيهات سابقة، أكد محمود منى أن كل شيء كان مفاجئ، وأن المكتبة ليست جديدة أو غير معروفة، وإنما هي أقدم المكتبات الموجودة في القدس حيث أسسها والده عام 1984.
"إهانة الكتب"
وروى "منى" تفاصيل الاعتقال، حيث قال إن عناصر من الشرطة بلباس مدني، فاجئوهم بعد الظهيرة وأجروا عملية تفتيش، مضيفًا "ظننت أنه مجرد تفتيش روتيني على أي مواد تحريضية، ولكنهم فتشوا وأخرجوا كل كتاب له طابع نقدي تاريخي أو عليه صورة أو علم أو له علاقة بالهوية الفلسطينية تمت مصادرته بأكياس قمامة، وهي إهانة للكتاب، ثم اعتقلونا".
واعتبر محمود منى، أن ما يحدث هو "خنق للمساحات الثقافية ولكل ما هو فلسطيني في القدس وكل أرجاء الوطن من خلال الحكومة الجديدة ووزرائها المستحدثين".
"ترجمة جوجل"
وأكد أيضًا أن الكتب أغلبها كان باللغة الانجليزية، وأن أفراد الشرطة درايتهم باللغة الإنجليزية بسيطة جدًا، ولذلك استخدموا "ترجمة جوجل" لفهم عناوين الكتب، وكلما وجدوا أي مسمى لكلمة نكبة أو فلسطين أو صور وخرائط، كانوا يصادرون تلك الكتب، وجمعوا حوالي 250 إلى 300 كتاب، ولكن في النهاية تم بناء القضية على 4 كتب ثم فشلوا في إيجاد إدانة.
وشدد صاحب "المكتبة العلمية"، على أنه وشقيقه، يعرفان جيدًا مدى حساسية بعض عناوين الكتب، مؤكدًا "نحن أبعد ما يكون عن هذه الأمور".
"إقامة جبرية"
وتعليقا على ما تم مصادرته كجزء من الأدلة في القضية، قال إنه كانت هناك "كراسة تلوين في المخزن غير معروضة وكانت نسخة واحدة منها، كنا نقرر ما إذا كنا سنوافق على بيعها أم لا"، موضحًا أن من بين الكتب المصادرة أيضًا ما كان يحمل عناوين عن النكبة والحركة الوطنية الفلسطينية.
كما أوضح "منى" أن القرار الإسرائيلي بفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى شقيقه لمدة 5 أيام وإبعادهما عن المكتبة لا يزال ساريا لمدة 20 يوم.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، الاثنين، أن الشرطة الإسرائيلية داهمت فرعي المكتبة بالقدس الشرقية الأحد وصادرت كتبا منهما، واعتقلت صاحبيهما بتهمة بيع منشورات تتضمن "تحريضا على العنف".
بينما قالت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، عبر منصة "إكس" الاثنين، إن سبب الاعتقال يعود "لبيعهما كتبا باللغة العربية، في وقت تواصل إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني بأسره، ومن بينها ملاحقة واعتقال المثقفين".
وأصدرت قاضية محكمة الصلح بالقدس مذكرة تفتيش بناء على طلب الشرطة، لكن الأخيرة لم تجد أي دليل على التحريض، فوجّهت لصاحبي المكتبة تهمة أخرى، وهي "الإخلال بالنظام".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 910 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
طالع أيضًا:
ناصر عودة: اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمكتبة التعليمية في القدس حملة لمحاربة الوعي