تشهد أسواق قطاع غزة ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد الذي يمنع دخول المساعدات، بما في ذلك الغذاء والوقود.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، تواجه العائلات الغزية صعوبات متزايدة في تأمين احتياجاتها اليومية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية إذا لم تُفتح المعابر لإدخال الإمدادات بشكل عاجل.
معاناة من نقص حاد في السلع الأساسية
وأكد تامر البرعي، رجل أعمال من غزة، أن الأسواق تعاني من نقص حاد في السلع الأساسية، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، حيث قفز سعر كيس الدقيق من 40 إلى 100 شيكل (28 دولارًا)، كما ارتفعت أسعار زيت الطهي والوقود والخضروات، ما زاد من الأعباء على السكان الذين يعانون أصلًا من أوضاع اقتصادية صعبة.
وأوضح البرعي لوكالة "رويترز" أن الوضع أصبح كارثيًا، محذرًا من تدهور الأوضاع أكثر في حال عدم استئناف وقف إطلاق النار أو اتخاذ إجراءات رادعة ضد التجار الذين يستغلون الأزمة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نداء من الصحة بغزة للإبلاغ عن التجار الذين رفعون الأسعار
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداءً عاجلًا للسكان للإبلاغ عن التجار الذين يرفعون الأسعار بلا مبرر، فيما بدأت وزارة الاقتصاد حملات لمراقبة الأسواق ومنع التلاعب بالأسعار.
من جانبه، قال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، إن المخزون الغذائي يكفي لمدة أسبوعين على الأقل، لكنه أبدى قلقه من استمرار الحصار وتأثيره على الإمدادات في الأسابيع المقبلة.
انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
وكانت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي بدأت في 19 يناير واستمرت حتى منتصف ليلة السبت الماضي، قد سمحت بدخول نحو 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مما خفف الأزمة جزئيًا، إلا أن حركة حماس أكدت أن أقل من 50% من شحنات الوقود المتفق عليها دخلت القطاع، ما أثر على تشغيل المولدات والمرافق الحيوية.
كما منعت إسرائيل دخول الحيوانات الحية والأعلاف، مما يهدد الأمن الغذائي، خاصة أن الثروة الحيوانية تمثل مصدرًا أساسيًا للغذاء والدخل للعديد من العائلات.
مخاوف من تدهور الأوضاع وانتشار المجاعة
وفي ظل استمرار القيود الإسرائيلية وغياب أي بوادر لحل الأزمة، تتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وتعاني آلاف العائلات من نقص حاد في المواد الغذائية، في وقت تآكلت فيه القدرة الشرائية للسكان بفعل البطالة والانهيار الاقتصادي. ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار ارتفاع الأسعار، إلى جانب انقطاع المساعدات، قد يدفع غزة إلى حافة المجاعة، خاصة مع انهيار البنية التحتية وتراجع قدرة المؤسسات المحلية على تقديم الدعم للسكان المنهكين.
اقرأ أيضا
تطورات الضفة الغربية|اعتقالات موسعة وإخطار بهدم مدرسة بمسافر يطا واستمرار اجتياح طولكرم