كشف صيدلاني عن ما وصفه بأنه "أكبر عملية احتيال في الصناعة الطبية" تتعلق بكبسولات الجل، التي يتناولها الملايين حول العالم.
تشكل هذه الكبسولات صناعة بمليارات الدولارات، وتروج لها الشركات على أنها تذوب بسرعة أكبر في الجسم، ما يسمح بفعالية أسرع للأدوية.
ما هي كبسولات الجل؟
تتكون كبسولات الجل من غلاف ناعم أو صلب يحتوي على الدواء بداخله. عندما تدخل الكبسولة إلى الجهاز الهضمي، يتحلل الغلاف وتُمتص المادة الفعالة في مجرى الدم.
في المقابل، تصنع الأقراص بالكامل من مكونات مسحوقة يتم ضغطها لتشكيل حبة صلبة وملساء، وتتحلل أيضاً في الجهاز الهضمي لإطلاق المادة الدوائية.
الاختبار الذي كشف الحقيقة
أجرى الدكتور جرانت هارتينج، صيدلاني ومؤسس شركة CrushCost، تجربة بسيطة أثبتت زيف الادعاءات حول سرعة ذوبان كبسولات الجل.
في مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، قام بإذابة كبسولة جل وقرص في الماء، ليكتشف أن القرص يذوب بشكل أسرع من الكبسولة، وفقًا لتقرير نشرته ديلي ميل.
لماذا يُعد الأمر خادعًا؟
أوضح هارتينج أن سرعة ذوبان القرص في الماء تعني أنه لا مبرر لأن تكون كبسولات الجل أغلى من الأقراص، ومع ذلك، تبيع الشركات كبسولات الجل بأسعار أعلى.
على سبيل المثال، عبوة من 24 قرصًا من Tylenol تكلف حوالي 5 دولارات، بينما تُباع كبسولات الجل "سريعة الإطلاق" بسعر 8 دولارات.
ماذا عن تأثير حمض المعدة؟
عندما أشار البعض إلى أن حمض المعدة قد يكون له تأثير مختلف عن الماء، كشف هارتينج أنه كرر التجربة باستخدام مادة مشابهة لحمض المعدة، ووجد أن القرص يذوب مرة أخرى بشكل أسرع من الكبسولة.
العوامل المؤثرة على سرعة الذوبان
أكد هارتينج أن درجة حرارة الجسم ومحتوى الماء في الجسم هما العاملان الأساسيان في سرعة ذوبان الدواء.
فارتفاع درجة حرارة الجسم يزيد من الحركة الجزيئية، ما يسرّع من تحلل الدواء وانتشاره في مجرى الدم. كذلك، ارتفاع مستوى الماء في الجسم يسرّع من ذوبان الدواء، حيث يتفاعل الماء الموجود داخل الدواء مع الماء في الجسم، ما يعجل بدخوله إلى الدم.
يكشف هذا الاختبار أن كبسولات الجل ليست بالضرورة أسرع تأثيرًا من الأقراص، على الرغم من تسويقها على هذا الأساس.
لذلك، قد يكون من الأجدى للمستهلكين مراجعة خياراتهم الدوائية وعدم الانخداع بالدعاية المضللة حول سرعة المفعول.
طالع أيضًا
