تشهد الساحة السياسية جدلًا حول مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسط تصريحات إسرائيلية تربطها بمخطط أوسع للتطبيع، بينما تؤكد بيروت أن المحادثات تقتصر على المسائل الحدودية، ترى تل أبيب أن الفرصة سانحة لاتفاق سياسي. فهل يشكل الترسيم خطوة نحو التطبيع أم مجرد تسوية حدودية؟
صرّح مسؤول سياسي إسرائيلي، الأربعاء، أن إعلان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن بدء مفاوضات مع لبنان بشأن الحدود البرية، يأتي ضمن "خطة شاملة"، مؤكداً أن إسرائيل تسعى للوصول إلى "تطبيع العلاقات" مع بيروت.
وادعى المسؤول الإسرائيلي، أن "سياسة نتنياهو قد غيرت الشرق الأوسط، ونحن نريد مواصلة هذا الزخم والتوصل إلى تطبيع علاقات مع لبنان" وأضاف، "نحن والأميركيين نعتقد أن هذا ممكن بعد التغييرات التي حدثت في لبنان. ومثلما توجد للبنان مطالب بخصوص الحدود، فإنه يوجد لدينا أيضا مطالب وسنبحث في هذه الأمور".
إطلاق سراح خمسة معتقلين لبنانيين بطلب من واشنطن
وحسب بيان صدر عن مكتب نتنياهو في وقت سابق، فإن لقاء عُقد في الناقورة بمشاركة مندوبين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان، وأن هذا اللقاء "عُقد بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة نية حسنة تجاه الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون ، وافقت إسرائيل على الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين"، لكنها أفرجت أمس عن أربعة لبنانيين ومقاتل من حزب الله، وقالت إن الأسير اللبناني الخامس سيُحرر في وقت لاحق.
الأروقة الإسرائيلية تعلق على الموضوع
ومن جانبه استبعد وزير الطاقة وعضو الكابينيت الإسرائيلي، إيلي كوهين، مساء الأربعاء، إمكانية تطبيع العلاقات مع لبنان في الوقت الراهن، معتبرًا أن الحديث عن ذلك سابق لأوانه، ومشترطًا حدوث استهداف لإيران قبل بحث أي خطوة في هذا الاتجاه.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، مع القناة 14 الإسرائيلية، عقب تصريحات مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وخلال حديثه، قال كوهين إنه من المبكر الحديث عن التطبيع مع لبنان، مشيرًا إلى أن ذلك قد يصبح ممكنًا فقط بعد ما وصفه بـ"استهداف إيران" من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وأضاف كوهين: "أعتقد أنه لا يزال من المبكر الحديث عن التطبيع مع لبنان، ولكن بعد استهداف إيران، وبعد أن يتمكن ترامب من إتمام المهمة، سواء باتفاق أو بطريقة أخرى، وإن لم يفعلها ترامب، فنحن سنقوم بذلك. فقط عندها يمكن بحث التطبيع".
لبنان ينفي ما ورد
أكد مكتب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل تقتصر على حل قضية ترسيم الحدود البرية، نافياً أي نقاش حول التطبيع. وشدد البيان على أن المفاوضات تهدف فقط إلى معالجة المسائل الحدودية دون أي أبعاد سياسية أخرى.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجّي، خلال لقائه مع نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ناتاشا فرانشيسكي، ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي تسيطر عليها، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وجاء اللقاء، الذي عُقد الأربعاء، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان، ليزا جونسون، حيث تم بحث المستجدات السياسية والأمنية في لبنان، إضافة إلى آخر التطورات في سوريا، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين.
وشدد رجّي على أهمية الالتزام بالقرار الدولي، موجهاً شكره للولايات المتحدة على وساطتها في الإفراج عن أسرى لبنانيين لدى إسرائيل، ودعمها المستمر للجيش اللبناني.
اقرأ\ي أيضًا |
إسرائيل توافق على إطلاق سراح خمسة معتقلين لبنانيين بطلب من واشنطن