قال الصحافي اللبناني فارس أحمد إن الإعلان الحكومي المرتقب عن انتهاء مرحلة من خطة انتشار الجيش اللبناني يفترض أن يتم مع بداية العام الجاري، مشيرا إلى أن هذا الإعلان يثير حالة من الترقب والقلق في الأوساط السياسية والشعبية في لبنان، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الخطة التي كشف عنها رئيس الحكومة نواف سلام تقوم على مراحل، تبدأ من جنوب نهر الليطاني، ثم تمتد بين الليطاني ونهر الأولي، وصولا إلى بيروت وجبل لبنان، على أن تشمل مراحل لاحقة البقاع وبقية المناطق اللبنانية.
وتابع: "المرحلة الأولى جنوب الليطاني كانت شبه طبيعية وجرى التوافق عليها بين الأطراف، إلا أن المرحلة الثانية تعني عمليا خلو كامل الجنوب اللبناني من أي سلاح أو وجود عسكري لحزب الله، باعتبار أن مدينة صيدا تشكل بوابة الدخول إلى الجنوب، ما يجعل القرار ذا أبعاد سياسية وأمنية واسعة".
وأشار أحمد إلى أن هذا التوجه الحكومي يأتي في وقت لم تتوقف فيه الغارات الإسرائيلية، مؤكدا تسجيل أكثر من 2300 خرق منذ الإعلان عن الهدنة، ومشددا على أن الجيش الإسرائيلي يعتمد استراتيجية التفاوض تحت النار، باعتباره الطرف الأقوى ميدانيا.
وأكد أن إسرائيل قد لا تعترف بأي إعلان لبناني أحادي، في ظل غياب مصادقة واضحة من الأطراف الضامنة، معتبرا أن الولايات المتحدة، وتحديدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي الجهة الوحيدة القادرة على ردع إسرائيل ووقف عملياتها العسكرية.
واستطرد: "الضغوط الأميركية السابقة نجحت في كبح بعض العمليات في غزة والضفة الغربية والجولان السوري، إلا أن الوضع في لبنان يبقى مرهونا بقرار واشنطن، في ظل عجز الضامنين الآخرين، بما فيهم فرنسا، عن ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل".
ويرى أن الجانب الأميركي يسعى إلى صفقة متكاملة مع لبنان، لا تقتصر على الترتيبات الأمنية، بل تشمل بعدا اقتصاديا، من خلال طرح تحويل جنوب لبنان إلى منطقة اقتصادية، لافتا إلى أن أي وقف نهائي للاعتداءات قد يرتبط بموافقة الأطراف اللبنانية على هذا المسار.
وختم بالقول إن هناك ملفات عالقة لا تزال تعيق التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، أبرزها قضية الأسرى اللبنانيين، واستمرار التواجد الإسرائيلي في النقاط الخمس بالجنوب، إضافة إلى مسألة وقف الاعتداءات على كامل الأراضي اللبنانية.