في عالم الطب، هناك العديد من القصص الغريبة والمثيرة التي ما زالت تشكل لغزًا أمام العلماء، من بينها حادثة نادرة تعرض لها رجل أثناء قيادته للسيارة، عندما كتم عطسة تسببت في تمزق مفاجئ وخطير في القصبة الهوائية.
وفقًا لتقرير نشره موقع "لايف ساينس" العلمي، كان الرجل يقود سيارته عندما شعر برغبة قوية في العطس بسبب إصابته بحمى القش.
لكنه قام بكتم العطسة عبر سد أنفه وإغلاق فمه، ما أدى إلى تمزق مفاجئ في القصبة الهوائية بحجم 2 ملليمتر.
عند وصوله إلى قسم الطوارئ، كان يعاني من ألم شديد في الرقبة وتورم ملحوظ، لدرجة أنه لم يتمكن من تحريكها.
والأغرب من ذلك أن رقبته كانت تصدر صوت "طقطقة" خافتة ومستمرة، ما أثار دهشة الفريق الطبي.
ورغم هذا الوضع الحرج، لم يكن المريض يعاني من صعوبة في التنفس أو البلع أو حتى الكلام، وكان في حالة طبيعية من هذه النواحي.
نتائج الفحص الطبي
أظهرت الأشعة السينية أن الرجل كان يعاني من انتفاخ جراحي ناتج عن احتباس الهواء تحت أعمق طبقات الجلد.
وكشف التصوير المقطعي عن تمزق قوي بين الفقرتين الثالثة والرابعة في الرقبة، مع تراكم للهواء بين رئتيه داخل تجويف الصدر.
وصنفت هذه الحالة على أنها نادرة، بل إنها الحالة الأولى المسجلة من نوعها في العالم.
سبب التمزق الغامض
رجح الأطباء أن سبب التمزق يعود إلى الضغط الشديد الذي تراكم في القصبة الهوائية نتيجة لكتم العطسة.
فقد يؤدي إغلاق الأنف والفم أثناء العطس إلى زيادة الضغط في المجاري الهوائية بمقدار 20 ضعفًا مقارنة بالضغط الطبيعي أثناء العطس.
ومع ذلك، أكد الأطباء أن حدوث مثل هذا التمزق بسبب العطس يُعد أمرًا نادرًا، إن لم يكن مستحيلًا.
شفاء تلقائي دون تدخل طبي
المثير للدهشة أن حالة المريض بدأت تتحسن من تلقاء نفسها.
فبعد خمسة أسابيع فقط، أظهر التصوير المقطعي أن التمزق قد شُفي تمامًا بدون أي تدخل جراحي.
قرر الأطباء الاكتفاء بمراقبة حالته في المستشفى وتقديم مسكنات الألم وخافضات الحرارة، مع التوصية بتجنب النشاط البدني لمدة أسبوعين.
وبالفعل، اختفت الأعراض تمامًا، وعادت حالته الصحية إلى طبيعتها.
حالة نادرة محيرة
وصف الأطباء هذه الحالة بأنها "تمزق عفوي للقصبة الهوائية" بسبب صدمة جسدية ناتجة عن كتم العطس.
ورغم تعافي المريض الكامل، لا يزال السبب الفعلي وراء التمزق غير مفهوم تمامًا، ما يجعل هذه الحادثة واحدة من أغرب الحالات الطبية المسجلة حتى الآن.
طالع أيضًا