كشفت دراسة سويدية حديثة أن طريقة تحضير القهوة تلعب دورًا مهمًا في التأثير على مستويات الكوليسترول في الدم، حيث يمكن لبعض طرق التحضير أن تزيد من مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، بينما يمكن أن تكون طرق أخرى أكثر أمانًا للصحة.
بحسب ما نشرته مجلة ساينس أليرت، يحتوي مشروب القهوة على مركبين طبيعيين هما الكافيستول (Cafestol) والكاهويول (Kahweol)، وهما مركبات توجد بشكل أساسي في الزيوت الطبيعية داخل حبوب القهوة.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن هذه المركبات تؤثر على الكبد، حيث تعيق عمل بروتين مسؤول عن تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم، مما قد يؤدي إلى زيادته بمرور الوقت عند استهلاك كميات كبيرة منها.
تحليل تأثير طرق تحضير القهوة
أجرى الباحثون تحليلًا دقيقًا لأنواع القهوة المحضرة بطرق مختلفة، حيث شملت الدراسة:
1- القهوة المغلية: شائعة في بعض الدول الاسكندنافية وتُحضر بغلي البن المطحون مباشرة في الماء.
2- الإسبريسو: تُحضّر تحت ضغط مرتفع، مما يؤثر على استخلاص المركبات من حبوب القهوة.
3- مكائن القهوة المنتشرة في أماكن العمل: تتنوع في أساليب التحضير بين الضغط والتقطير دون فلاتر ورقية.
4- القهوة المقطرة بالفلاتر الورقية: تعتمد على مرور الماء الساخن عبر البن المطحون داخل ورق ترشيح، مما يمنع مرور بعض الزيوت.
5- القهوة المحضرة بالفرنش برس (French Press): تُحضر بالنقع والضغط دون استخدام فلاتر ورقية.
النتائج: تأثير كل طريقة على مستويات الكوليسترول
بعد تحليل محتوى الكافيستول في كل طريقة تحضير، توصل الباحثون إلى النتائج التالية:
القهوة المغلية: كانت الأعلى من حيث احتوائها على الكافيستول، حيث بلغ متوسط تركيزه حوالي 940 ملغ/لتر، مما يجعلها الأكثر تأثيرًا على مستويات الكوليسترول.
الإسبريسو: سجلت نتائج متفاوتة، لكنها عمومًا كانت من بين الأنواع التي تحتوي على نسب مرتفعة من المركبات الضارة.
مكائن القهوة: خاصة تلك التي لا تعتمد على الفلاتر الورقية، أنتجت قهوة غنية بالكافيستول، مما يجعلها غير مثالية لمن يعانون من ارتفاع الكوليسترول.
الفرنش برس: أظهرت مستويات متوسطة من الكافيستول، لكنها تظل أعلى من القهوة المقطرة بالفلاتر الورقية.
القهوة المقطرة بالفلاتر الورقية: كانت الأقل احتواءً على الكافيستول، حيث لم يتجاوز مستواها 11.5 ملغ/لتر، مما يجعلها الخيار الأكثر أمانًا لمن يحرصون على ضبط مستويات الكوليسترول لديهم.
كيف يمكن تقليل تأثير القهوة على الكوليسترول؟
وفقًا للدراسة، هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في تقليل تأثير القهوة على مستويات الكوليسترول دون الحاجة إلى التوقف عن شربها تمامًا، ومن أهم هذه الطرق:
استخدام الفلاتر الورقية: تعمل على حجز نسبة كبيرة من الكافيستول والكاهويول، مما يقلل تأثيرها على الجسم.
تجنب القهوة المغلية غير المصفاة: مثل القهوة التركية أو الإسكندنافية، حيث تحتوي على أعلى نسب من المركبات المؤثرة.
اختيار طرق تحضير أكثر صحة: مثل التقطير الورقي أو القهوة سريعة التحضير، حيث تكون أقل تركيزًا بالمركبات التي ترفع الكوليسترول.
التقليل من استهلاك الإسبريسو: خاصة لمن لديهم تاريخ مع ارتفاع الكوليسترول، نظرًا لأن بعض أنواعه قد تحتوي على مستويات مرتفعة من الكافيستول.
طالع أيضًا
روبورت يصنع القهوة بدقة عن طريق الذكاء الاصطناعي.. ما القصة؟