حذر الرئيس السوري أحمد الشرع من محاولات "فرض واقع تقسيمي" في سوريا، موجهاً انتقادات حادة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بسبب تصريحاتها الأخيرة التي تدعو إلى الفيدرالية وترسيخ واقع منفصل على الأرض.
وجاءت هذه التصريحات في بيان رسمي صادر عن الرئاسة السورية يوم الأحد، حيث أكد الشرع أن هذه التحركات تتعارض مع مضمون الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه بين الحكومة السورية وقيادة قسد، والذي كان يهدف إلى التهدئة والانفتاح على حل وطني شامل.
وأشار الشرع إلى أن أي محاولات لإنشاء كيانات منفصلة تحت مسمى الفيدرالية أو الإدارة الذاتية دون توافق وطني شامل تُعد تهديداً لوحدة البلاد وسلامة أراضيها، كما أعرب عن قلقه العميق إزاء الممارسات التي قد تؤدي إلى تغييرات ديموغرافية في بعض المناطق، مما يهدد النسيج الاجتماعي السوري ويضعف فرص التوصل إلى حل سياسي شامل.
وفي سياق متصل، حذر الشرع من تعطيل عمل مؤسسات الدولة السورية في المناطق التي تسيطر عليها قسد، مشيراً إلى أن تقييد وصول المواطنين إلى الخدمات الحكومية واحتكار الموارد الوطنية خارج إطار الدولة يسهم في تعميق الانقسام وتهديد السيادة الوطنية.
وأكد البيان أن قيادة قسد لا يمكنها الاستئثار بالقرار في منطقة شمال شرقي سوريا، حيث تتعايش مكونات متعددة من العرب والأكراد والمسيحيين وغيرهم، مشدداً على أن مصادرة قرار أي مكون واحتكار تمثيله أمر مرفوض.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
يُذكر أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في 11 مارس الماضي، نصّ على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن إطار الدولة السورية، ومع ذلك، فإن التصريحات الأخيرة الصادرة عن قسد أثارت مخاوف من إمكانية تراجعها عن الالتزامات التي تعهدت بها في الاتفاق.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة انتقالية بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى تعزيز وحدة البلاد ومنع أي محاولات لتقسيمها.
طالع أيضًا:
كايد ظاهر: إنقاذ 9 عالقين بحريق شقة سكنية في عكا
