تستمر المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس" بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، في ظل تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، وسط جهود إقليمية ودولية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
ووفقا لتقارير إعلامية، فإن الوساطات التي يقودها أطراف دوليون وإقليميون تواجه تحديات كبيرة نظرا لتباعد المواقف بين الجانبين.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع الصحفي والمحلل السياسي في قناة الشرق محمد دراغمة.
وعلّق دراغمة على ما يتم نشره من أخبار على لسان الوسطاء، قائلا إن المصادر المصرية "دائما متفائلة"، وإن هناك دائما شيء سياسي في الأخبار، "المصريون يقولون إنهم أنجزوا والقطريين يقولون إنهم أنجزوا".
وقال إن ما نعرفه أن بالفعل هناك تقدم، وهذا التقدم يتضمن أن هناك تطورات في الإقليم جعلت حماس أكثر مرونة؛ أولها أن الإقليم كله يتخذ موقفا من جماعة الإخوان، بعدما جرّتهم إلى مشكلات معقدة، وبالتالي تراجعت.
أهل غزة يطالبون "كفى حربًا"
وأضاف أن من أهم التطورات التي دفعت حماس إلى التراجع هي أن أهل غزة يقولون لحماس "كفى حربا"، بالإضافة إلى أنه لم يتبق لدى حماس قدرات عسكرية كثيرة، مضيفا "كل ذلك يجعلها تبحث عن مخرج".
وأشار إلى أن حماس تقول "لكي نخرج من الحرب مع انسحاب إسرائيلي شامل، نحن مستعدون أن نوافق على الشروط مع بعض التعديلات والتوافقات".
حماس مستعدة للتوافق ولكن "بإخراج مختلف"
ويرى دراغمة أن حماس مستعدة لإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل وإعادة الإعمار، وأنها مستعدة لتوافق على المطالب لكن ليس كما تريدها إسرائيل، لكن "بإخراج مختلف يحفظ كرامة الحركة ومشروعها السياسي".
واستدرك قائلا "لكن إسرائيل تريد نصرًا معلنًا وهزيمة ساحقة لحماس وإبعاد كامل كما حدث في بيروت"، مؤكدا أن إسرائيل لن تحصل على ذلك ولن توافق حماس.
ولفت إلى أن حماس أخبرت الوسطاء بأنه من أجل وقف شامل للحرب وانسحاب إسرائيلي تام وضمانات أمريكية بالتحديد، هي مستعدة لتنفيذ الشروط، لكن ما زال لديها بعض القلق.
وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية للوصول إلى صيغة توافقية، تبقى التطورات الميدانية على الأرض عاملاً مؤثراً في سير المفاوضات، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، وسط تحذيرات من تأثير هذه العمليات على فرص نجاح أي اتفاق.
وفي ظل استمرار الخلافات حول النقاط الجوهرية، يبقى مستقبل المفاوضات غير واضح، حيث يترقب المجتمع الدولي نتائج هذه المحادثات وسط آمال بأن تؤدي إلى إنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان غزة.
طالع أيضا:
مفاوضات غزة على صفيح ساخن.. إسرائيل تصر على إنهاء الجناح العسكري لحماس
