هل وقعت مواجهة جوية بين تركيا وإسرائيل في الأجواء السورية؟ روايات متضاربة وتحذيرات من التصعيد

shutterstock

shutterstock

انتشرت تقارير في الساعات الأخيرة حول احتكاك ومواجهة مباشرة بين طائرات مقاتلة تركية وأخرى إسرائيلية فوق الأجواء السورية، في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متعددة في سورية قبل يومين.


في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، أثارت تقارير إعلامية جدلاً واسعاً حول احتمال وقوع مواجهة جوية بين مقاتلات إسرائيلية وأخرى تركية في الأجواء السورية، خلال الأيام القليلة الماضية. وبينما نفت مصادر عسكرية إسرائيلية بشكل قاطع صحة هذه المزاعم، تحدثت وسائل إعلام تركية عن تدخل تركي "غير مباشر" خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة، الأمر الذي يسلّط الضوء على حساسية المشهد الأمني في المنطقة.



نفي إسرائيلي: لا مواجهة ولا احتكاك


أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية اليوم الأحد أنه "لا صحة لأي مواجهة أو احتكاك جوي مع الطيران التركي في الأجواء السورية"، مشيرة إلى أن "العمليات الجوية الإسرائيلية تُنفذ وفق تقديرات ميدانية واستراتيجية، دون أي تدخل خارجي أو تنسيق مع أطراف أخرى".


وأضافت المصادر أن الجيش الإسرائيلي "لم يسجل أي حالة اقتراب أو تشويش من قبل مقاتلات تركية خلال العمليات الأخيرة في سوريا"، معتبرة أن

"الأنباء المتداولة تندرج في إطار الشائعات غير الدقيقة، ولا تستند إلى وقائع ميدانية".


رواية تركية مختلفة: تشويش وتحذيرات إلكترونية


على الجانب الآخر، نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرًا يفيد بأن طائرات تركية تدخلت بشكل غير مباشر أثناء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في محافظتي حمص وحماة، من خلال تنفيذ عمليات تشويش إلكتروني على أنظمة الاتصال والتحكم بالطائرات الإسرائيلية، إلى جانب إرسال إشارات تحذيرية وصفتها الصحيفة بأنها جاءت "لحماية المجال الجوي السوري من الانتهاكات".


وذكرت وسائل إعلام تركية أخرى أن المقاتلات التركية لم تدخل في مواجهة مباشرة مع نظيرتها الإسرائيلية، لكنها استخدمت وسائل إلكترونية لتعطيل الاتصالات الجوية ووجهت تحذيرات عبر الراديو، في خطوة تحمل رسائل سياسية وعسكرية في آنٍ معًا، وتُظهر تغيرًا في قواعد الاشتباك الإقليمي.


تصريحات رسمية تركية: لا نرغب بالمواجهة ولكن...


وفي أول تعليق رسمي، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن "تركيا لا ترغب في الدخول في مواجهة مع إسرائيل في سوريا"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية قد يهدد الاستقرار الإقليمي"، في لهجة تحمل تحذيرًا مبطنًا من مغبة استمرار التصعيد.


اتصالات لاحتواء التوتر


وسط هذا التباين في الروايات، كشفت تقارير إعلامية عن محادثات جرت مؤخرًا بين مسؤولين أتراك وإسرائيليين في أذربيجان، ناقشت إنشاء آلية تنسيق أمني لتفادي التصعيد أو وقوع أي مواجهات غير مقصودة بين الجانبين في الأجواء السورية، لا سيما في ظل التقارب الجغرافي وتعدد الفاعلين العسكريين في الساحة السورية.


سياق إقليمي حساس


يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه الساحة السورية توتراً متصاعداً نتيجة استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع يُعتقد أنها تابعة لإيران، في وقت تسعى فيه تركيا لتعزيز نفوذها شمال البلاد، وتوازن علاقاتها مع كل من روسيا، إيران، والغرب.


ويرى مراقبون أن مجرد تداول أنباء عن مواجهة تركية–إسرائيلية، حتى وإن لم تؤكد رسميًا، يعكس هشاشة الوضع الأمني في الأجواء السورية، ويفتح الباب أمام مزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي، حيث تتقاطع أجندات متعددة وتتصاعد احتمالات الاحتكاك غير المقصود.


اقرأ\ي أيضًا | 

السعودية تدين الغارة الإسرائيلية على دمشق وتطالب بوقف التصعيد

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play