تستعد وزارة الصحة الإسرائيلية، لإجراء تغيير كبير في تركيبة الأطباء في البلاد، مع التطبيق الكامل لإصلاح "يتسيف"، الذي ألغى الاعتراف بعدد من مؤسسات التعليم الطبي في الخارج، والتي كان العرب هم من يدرسون فيها بشكل أساسي.
ويعني هذا القرار انخفاض متوقّع في عدد الأطباء الجدد بنحو 400 طبيب سنويًا اعتبارًا من العام المقبل، وستُكلَّف كليات الطب في إسرائيل بسدّ هذا النقص.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا القرار، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع بروفيسور زاهر عزام، مدير قسم الأمراض الباطنية في المركز الطبي "رمبام" في حيفا.
بروفيسور عزام يتوقع أنه بعد دخول الاصلاحات ستزيد نسبة النقص في الأطباء، حيث أن إسرائيل تقوم بتعليم فقط 40% من أطبائها، "وهذا رقم يدل على فقر في تأهيل طلاب الطب" الذين يصل عددهم إلى 1100 طالب على الأكثر، وهو رقم قليل مقارنة بدول أوروبا التي تصل إلى 90%.
وأضاف أنه في كام ترتفع شروط ومعايير دراسة الطب في الداخل، ومنها على سبيل المثال يرتفع معدل امتحان البسيخومتري، وهو أمر يدفع الطلاب للدراسة بالخارج.
وأوضح أنه من بين العوائق أيضًا هو زيادة مدة التدريب السريري، موضحا أن كليات الطب خارج البلاد، عدد ساعات التدريب السريري فيها أقل كثيرا من الداخل.
وشدد على أنه من المهم قبول أكبر عدد من الطلاب في الداخل لدراسة الطب، حتى لو كان على حساب التدريب السريري، وأشار أيضًا إلى أن غالبية الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد تكون دراستهم باللغة الإنجليزية، في حين أن معرفتهم باللغة ضعيفة جدا.
وكانت مسؤولة في الوزارة، قالت إن "العامين أو الثلاثة أعوام القادمة لن تكون سهلة، لكنني أؤمن أنه ابتداءً من عام 2028 سنشهد نموًا جيدًا في عدد الأطباء."
ووفقًا لتقرير جديد، فإن 843 طبيبًا حصلوا على رخصة مزاولة المهنة في عام 2024، كانوا قد تخرجوا من مؤسسات تعليمية في الخارج لم تعد معترفًا بها حاليًا.
ويُذكر أن مناطق الأطراف (الچليل والنقب) مهددة بنقص خطير بالأطباء، لأن معظم الخريجين من تلك الكليات كانوا يعملون هناك.
ورغم أن الهدف من الإصلاح هو رفع جودة التعليم الطبي، إلا أن النتيجة الفورية ستكون سنتين إلى ثلاث سنوات صعبة من النقص في عدد الأطباء. حتى تبدأ الكليات الإسرائيلية بتخريج دفعات أكبر، ابتداءً من 2028.