لم تكن الطبيبة آلاء النجار تعلم أن قبلة الوداع الصباحية لأطفالها العشرة يوم الجمعة، ستكون الأخيرة، فبينما توجهت إلى عملها الإنساني في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس لعلاج ضحايا القصف، كانت صواريخ الجيش الإسرائيلي تمزق أجساد أطفالها وزوجها الطبيب حمدي النجار داخل منزلهم بحي قيزان النجار شرق المدينة.
الطبيبة آلاء النجار، التي كرّست شهور الحرب لإنقاذ حياة الأطفال، فقدت عائلتها بأكملها في لحظة واحدة، حيث سقط صاروخ دقيق التوجيه أطلقه الجيش الإسرائيلي على المنزل، مستهدفًا 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و12 عامًا، في جريمة أليمة صبغت السماء بلون الدم، وخلّفت واحدة من أكثر مشاهد المأساة وجعًا في سجل الإبادة الجارية.
القصف تم على مرحلتين
وأوضحت الطبيبة سهير النجار، ابنة شقيقة الطبيب حمدي والد الضحايا، أن القصف تم على مرحلتين، حيث سقط صاروخ أول لم ينفجر، تبعه آخر سوى المنزل بالكامل بالأرض، دون سابق إنذار أو فرصة للهرب.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يعلم بدقة من يقطن المنزل، بفضل تكنولوجياته العسكرية المتقدمة، ومع ذلك، اختار أن يقصفه رغم علمه بأنه يؤوي أطفالًا وأطباء يعملون في المجال الإنساني.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
طفل وحيد ووالده في حالة حرجة
وبحسب مجمع ناصر الطبي، تقف الطبيبة آلاء في ردهة العمليات، تنتظر مصير الناجي الوحيد من أطفالها، الذي يرقد مع والده المصاب في العناية المركزة بحالة حرجة.
وأكدت سهير أن بعض الأطفال وصلوا إلى المستشفى دون رؤوس، بأجساد متفحمة أو أشلاء ممزقة، ولم تتمكن العائلة من وداعهم بسبب الحالة المأساوية للجثث.
وأضافت أن جثامين سبعة أطفال انتُشلت من تحت الأنقاض، بينما لا يزال اثنان مفقودين.
دعوات تحريضية لقتل الأطفال
وتزامنت الجريمة مع دعوات تحريضية أطلقها عضو الكنيست السابق المتطرف الإسرائيلي موشيه فيغلين، الذي قال في مقابلة متلفزة إن "كل طفل في غزة هو عدو"، ما يكشف بوضوح الخلفية الأيديولوجية للجرائم المتكررة بحق المدنيين.
في غضون ذلك، حذّرت 80 دولة في بيان مشترك للأمم المتحدة من أن غزة تواجه "أسوأ أزمة إنسانية" منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، مع تسجيل أكثر من 176 ألف ضحية وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود.
اقرأ أيضا
مظاهرة قطرية في أم الفحم: مطالب بوقف الحرب على غزة وإلغاء الاعتقالات الإدارية