استجابة لطلب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، تم إلغاء مشاركة مازن غنايم في الجلسة الحكومية المقررة اليوم الخميس، لمناقشة تصاعد الجريمة في المجتمع العربي.
وفي رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالب بن غفير بإلغاء دعوة غنايم للجلسة، وكتب فيها: "رئيس بلدية سخنين يرفض منذ مدة طويلة السماح للشرطة بالعمل من داخل مبنى البلدية، كي لا يظهر هناك رمز للحكم الإسرائيلي، لا سمح الله، هذا موقف واضح لداعم للإرهاب"، على حد زعمه.
وللرد على هذا الموضوع، أجرينا ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مداخلة مع رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
وأعلن غنايم أنه بعد قرار بن غفير، فإن "أقل واجب أن نشارك أهلنا وإخوتنا اليوم في النقب ونتضامن معهم لأن معاناتهم كبيرة ولهم منا تحية إجلال وإكبار".
الجدير بالذكر أن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية دعت إلى الالتزام بالإضراب العام اليوم في النقب، والمشاركة في المظاهرة القُطرية التي ستقام في بئر السبع الساعة العاشرة صباحًا.
وتأتي هذه الدعوة ردًا على تصاعد وتيرة هدم البيوت في المجتمع العربي عامة، وفي منطقة النقب بشكل خاص، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة حملات هدم مكثفة طالت العديد من القرى غير المعترف بها.
قضية عربية بدون حضور عربي
من جانبه أضاف غنايم، "كنت أتمنى أن تكون الجرأة أكبر لدى رئيس الحكومة ليكون الرد على بن غفير"، مستطردًا "نتعامل مع وزير الداخلية كل يوم لأنه العنوان لسلطاتنا المحلية العربية، وهو يعرف رأيي ورأي زملائي، وموقفه جريء يُشكر عليه، وكذلك رئيس الحكم المحلي الذي أطلع رئيس الحكومة على خطورة استثناء قيادة المجتمع العربي من اجتماع كهذا".
واستنكر غنايم أن يتم معالجة قضايا المجتمع العربي، بدون أي حضور أو تمثيل عربي، مضيفا "هؤلاء الذين يجلسون في القدس في برجهم العالي وغرفهم المكيفة، جاء الوقت لينزلوا ويشاهدوا مشاكل المجتمع العربي".
"يا جبل ما يهزك ريح"
وشدد رئيس اللجنة القطرية أن وزير بهذا المنصب الموجود فيه بن غفير، مجبور أن يوصل الأمن لكل مواطن مهما كانت جنسيته أو عرقه، "لكن بن غفير معروف بكراهيته للمجتمع العربي، وأنا أقول له: أقول له يا جبل ما يهزك ريح".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تُعقد فيه الجلسة لمواجهة استفحال الجريمة المنظمة في البلدات العربية، وسط انتقادات متزايدة للأداء الحكومي في هذا الملف.
ويُعقد الاجتماع برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين، بينهم مفوّض الشرطة العام، مدير مصلحة السجون، مدير مصلحة الضرائب، وممثلين عن وزارة الأمن القومي والمستشارية القانونية للحكومة.
الاجتماع سيتناول تقارير أمنية وميدانية حول تفشي الجريمة في المجتمع العربي، إضافة إلى استعراض خطط استراتيجية تشمل تشريعات وأدوات تنفيذية جديدة، وتعزيز التعاون بين الهيئات المختلفة لمواجهة هذه الظاهرة.
وتأتي مشاركة مازن غنايم في ظل تصاعد المطالبات من قِبل السلطات المحلية العربية باتخاذ خطوات فعلية وطارئة للحد من موجة العنف والقتل المتواصلة في البلدات العربية، والتي أودت بحياة العشرات منذ بداية العام.
