عقدت القيادة العربية في النقب، اجتماعًا مساء السبت، في قرية السرّة غير المعترف بها، واتخذت سلسلة من القرارات في أعقاب الإضراب العام والمظاهرة الواسعة التي نُظّمت يوم الخميس الماضي في مدينة بئر السبع.
وضم الاجتماع، أعضاء الكنيست وليد الهواشلة ويوسف العطاونة، رؤساء سلطات محلية، طلال القريناوي رئيس المنتدى، كايد أبو معمر رئيس مجلس شقيب السلام، سلامة أبو عديسان رئيس مجلس واحة الصحراء، جبر أبو كف رئيس مجلس إقليمي القسوم، لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، عطية الأعسم رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها.
ولمزيد من التفاصيل حول مجريات ونتائج هذا الاجتماع، تواصلنا ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع المحامي طلب الصانع، رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب.
وقال طلب الصانع، إن هنالك سياسة عدائية تتعامل بها الدولة، وإنها لا تتعامل بعقلية المواطن والمواطنة وإنما بعقلية العداء، مضيفا "تتعامل معنا من خلال الجرافات والشرطة والهدم وتترك أهلنا وأبنائنا وأطفالنا في العراء".
وأضاف "الصانع": "لم نر مثل هذا إلا في الحروب في قطاع غزة عندما يضطر الفلسطينيون إلى اللجوء للمدارس التابعة لوكالة الغوث، أما هنا يتم هدم البيوت ويترك الفلسطينيين وعرب النقب في العراء مما يضطرهم إلى اللجوء للمدارس أيضًا".
وثمّن رئيس لجنة التوجيه العليا، موقف رئيس مجلس محلي شقيب السلام، كايد أبو معمر، والذي أعلن تعليق الدراسة بالمدارس التي يتواجد بها عائلات من قرية السر التي هُدمت منازلها، لكنه أوضح أن ذلك "ليس بحل، لأن عقلية الهدم هي كارثة، وهي عقلية إجرامية ويجب أن تتغير".
مظاهرة واحدة لن تغير سياسات الهدم
وحول مدى إمكانية التأثير على القرار السياسي من خلال المظاهرات، قال "لم نوهم أنفسنا بأن مظاهرة واحدة مهما كانت جبارة ستغير هذه السياسة في ظل حكومة يمينية، ولكن إذا هم لم ييأسوا في الاستمرار بسياسة الهدم فلن نيأس في الاستمرار للنضال وتعزيز الصمود".
وأوضح أن هنالك عدة مسارات وعدة خطوات تم اتخاذها في اجتماع لجنة التوجيه العليا لعرب النقب بمشاركة مندوبي السلطات وأيضا أعضاء الكنيست، منها استمرار النضال الشعبي المتمثل بمظاهرة ستكون بعد عيد الأضحى مباشرة في قلب مدينة بئر السبع بالقرب من مجمع المكاتب الحكومية.
ولفت إلى أنه إذا لم تتوقف هذه السياسة العدائية ستكون هنالك مظاهرة ليست محلية وإنما مظاهرة قطرية، مؤكدا أن قضية النقب هي قضية كل العرب، وأن العرب ليست بكلمة وإنما انتماء وهوية، وهذا يفرض على جميع العرب صغيرا وكبيرا، اتخاذ موقف.
طلب الصانع: لن نترك أطفالنا في العراء يوم العيد
واستطرد قائلا "تخيل نحن مليون و800 ألف مواطن عربي، تخيل لو أننا شاركنا في مظاهرة يشارك فيها 10%، 180 ألف سيقوم بتغيير معادلة الدولة وعقليتها في تعاملها معنا في كل المجالات ومناحي الحياة".
واستنكر طلب الصانع، الحديث طوال الوقت عن الجريمة، بينما لم نقدم شيئا من أجل تغيير سياسة الدولة في الجريمة، وكذلك التحدث عن الهدم والإقصاء.
وشدد على أن المسؤولية مسؤولية كل فرد، "لأن القضية قضيتنا جميعاً ولن يتغير حالنا إذا لم نتحمل نحن مسؤولية هذا الواقع"، مضيفا "يجب أن نشارك في مسيرة كاملة نغلق الشوارع الرئيسية نقول أن المجتمع العربي يقول كفى للاستهتار بكرامتنا، كفى للاستهتار بحياتنا، كفى أن نترك أطفالنا في العراء، كفى أن نعيد يوم العيد الأضحى وأطفال من السر وغيرها من قرانا يعيشون في العراء".