أكدت الدكتورة باقة مواسي، مديرة مجال المجتمع العربي في جمعية "حمنيوت" للدعم العاطفي والنفسي للأيتام، أن قرابة 100 طفل تحولوا إلى أيتام نتيجة تفشي ظاهرة العنف والجريمة المتصاعدين في المجتمع العربي، منذ بداية العام الجاري.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: أن الأيتام جراء الجريمة هم أكثر المتضررين ولديهم عوارض شديدة على الجانب العاطفي والنفسي.
صفعة قوية في وجه المجتمع
وصفت د. مواسي هذه المعطيات بـ"الصفعة القوية" في وجه المجتمع وقياداته، معربة عن أملها في أن تدفع هذه الأرقام المأساوية إلى تصحيح "الثبات الذي يسود القيادات المحلية والحكومية".
وأضافت أن "العنف لا يستثني أحدًا، حتى الأطفال الذين يتواجدون في موقع إطلاق نار أو انفجار يصبحون ضحايا".
وأكدت مواسي أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى دعم مكثف لأنهم "معرضون للانحراف أكثر من غيرهم".
دعوة للتحرك
بالإضافة إلى ذلك، أكدت د. مواسي أن الأبحاث تظهر أن اليتيم الذي فقد أحد والديه عن طريق القتل والعنف، ترتفع نسبة انحرافه إلى عالم العنف والجريمة عشرة أضعاف مقارنة بغيره، ما لم يتلق الدعم النفسي والعاطفي المناسب.
وشددت على أن الحكومة ملزمة بوضع موضوع الأيتام على سلم أولوياتها، مؤكدة أن الجمعيات لا تستطيع بمفردها تقليص الفجوات بين احتياجات الأيتام وبين ما يجري في المجتمع.
الأيتام في المجتمع العربي
منذ بداية عام 2025، أصبح 100 طفل في المجتمع العربي أيتامًا بعد مقتل أحد والديهم.
وبين عامي 2021 و2024، بلغ عدد الأطفال الذين أصبحوا أيتامًا في ظروف مماثلة نحو 660 طفلًا.
وأوضحت مواسي: "في مجتمعنا العربي نعد القتلى، وننسى ونهمش من وراءهم، وهي فئة الأيتام التي هي ضحية مباشرة لكل جرائم العنف".
كما أشارت إلى أن هناك فجوة ضخمة بين الموارد والاحتياجات، خاصة بعد تقليصات الميزانيات في مكاتب وزارة الرفاه الاجتماعي.
وتابعت: "نسعى لبناء منظومة شاملة للتعامل مع الأيتام، ونعمل على دمجهم في المجتمع وعدم عزلهم في مؤسسات خاصة، وإكسابهم المهارات التي تسهل اندماجهم".
وشددت: "الحكومة ملزمة أن تضع موضوع الأيتام على سلم أولوياتها، لأن الجمعيات وحدها لا تستطيع سد الفجوات".
واختتمت حديثها قائلة: "أطفالنا اليوم يعيشون في خوف دائم، كل طفل في المجتمع العربي يتأثر بالجريمة والعنف بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا خطر وجودي على مستقبلنا".