في تصعيد مفاجئ قبيل لحظات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، سقط صاروخ إيراني على مبنى سكني في مدينة بئر السبع جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، وفق ما أفادت به مصادر طبية وإعلامية محلية.
تفاصيل الهجوم وتداعياته الميدانية
أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" أن الصاروخ أصاب مبنى مكوّنًا من سبعة طوابق، ما أدى إلى انهيار أجزاء منه واشتعال النيران في عدد من المركبات المجاورة.
وأشارت التقارير الأولية إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الفور، فيما توفي رابع لاحقًا متأثرًا بجراحه، بينما نُقل أكثر من ستة مصابين إلى المستشفيات، بعضهم في حالة حرجة.
وقد دوّت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من الجنوب، بما في ذلك النقب وإيلات، وسط حالة من الذعر بين السكان الذين هرعوا إلى الملاجئ.
وأكدت مصادر عسكرية أن منظومات الدفاع الجوي لم تتمكن من اعتراض الصاروخ، ما أثار تساؤلات حول فعالية أنظمة الحماية في ظل هذا التصعيد.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
توقيت لافت ورسائل متبادلة
جاء هذا الهجوم في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار بين الطرفين في تمام الساعة السابعة صباحًا، بوساطة أمريكية، واعتبر مراقبون أن الضربة تحمل رسالة سياسية واضحة، تهدف إلى فرض واقع ميداني قبل تثبيت التهدئة.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن "العملية جاءت في إطار الرد على استهداف منشآت نووية إيرانية"، مؤكدة في بيان مقتضب أن "طهران لا تسعى إلى التصعيد، لكنها تحتفظ بحق الرد على أي تهديد لأمنها القومي".
ردود فعل وتحذيرات أمنية
في أعقاب الحادث، شددت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من إجراءاتها الأمنية، ووسّعت نطاق الإنذارات المبكرة في مختلف المناطق، داعية السكان إلى البقاء في الأماكن المحصّنة حتى إشعار آخر.
وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف: "ما شهدناه هذا الصباح هو تذكير مؤلم بمدى هشاشة الوضع الأمني، وضرورة الاستعداد الدائم لأي طارئ".
تصعيد يسبق التهدئة
رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، فإن هذا الهجوم يعكس هشاشة الاتفاقات المؤقتة في ظل التوترات المتصاعدة، وبينما يترقب العالم ما إذا كانت هذه الضربة ستكون الأخيرة، يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف في معادلة لا تعرف الاستقرار.
طالع أيضًا:
ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران