إسرائيل بين الفاشية والعنصرية: خبراء يحذرون من تصعيد غير مسبوق

Shutterstock

Shutterstock

أكدت الدكتورة هنيدة غانم، الباحثة في علم الاجتماع ومديرة مركز "مدار"، أن المجتمع الإسرائيلي يشهد تحولاً خطيراً نحو الفاشية والعنصرية، معتبرة أن ما نشهده اليوم هو تصعيد وتكثيف لما كان قائمًا بالفعل، حيث أصبحت الفاشية "الحالة الطبيعية" في إسرائيل. 


وقالت غانم، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، إن الوضع الحالي ينذر بمزيد من التطرف، ليس فقط عبر القمع التقليدي، بل من خلال سيطرة ديكتاتورية واستبدادية تستهدف الفلسطينيين داخل إسرائيل.



::
::



وأشارت إلى أن هناك نوعًا من الإذلال في التعامل معهم، وأن التيار الليبرالي الإسرائيلي يصر على ربط الأزمة بنتائج الحرب الأخيرة، متجاهلاً السياق التاريخي للصراع ومطالب الفلسطينيين بالحقوق.



تصاعد اليمين المتطرف وتغير بنية المجتمع الإسرائيلي



وأضافت غانم أن المجتمع الإسرائيلي شهد خلال العقود الثلاثة الأخيرة صعودًا متسارعًا لليمين الفاشي، خاصة بعد اتفاق أوسلو، وتحول اليمين من تيار بيغن إلى يمين نتنياهو الأكثر عنصرية وقوة، ليس فقط تجاه الفلسطينيين بل حتى تجاه المعارضين اليهود.



وأوضحت أن الأحداث الأخيرة، خاصة ما بعد 7 أكتوبر والحرب مع غزة، عززت هذا التوجه، مع تساهل عالمي تجاه سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين، واعتبرت أن إسرائيل اليوم في "قلب العاصفة الفاشية" التي لا تؤمن إلا بالقوة في التعامل مع من تعتبرهم أعداءها، حتى أن العرب في إسرائيل باتوا يُصنفون كـ"العدو الثامن".



"الفاشية لم تعد مجرد ظاهرة هامشية في إسرائيل، بل أصبحت الحالة الطبيعية للنظام.. هناك إذلال يومي للفلسطينيين في الداخل، والليبراليون يصرون على تجاهل السياق التاريخي لصراعنا..إسرائيل اليوم في قلب العاصفة الفاشية، والعرب باتوا يُعاملون كأعداء دائمين" - الدكتورة هنيدة غانم



من جانبه، اعتبر البروفيسور أسعد غانم، المحاضر في كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا، أن التحول الفاشي في إسرائيل ليس مجرد حالة آنية مرتبطة بنتائج الحرب أو الانتخابات، بل هو نتاج تغييرات بنيوية عميقة في المجتمع الإسرائيلي على مدى عقود.



وأكد في سياق حديثه لبرنامج "أول خبر"، أن صعود اليمين المتطرف إلى السلطة جاء نتيجة تآكل التيارات العلمانية التقليدية وصعود الصهيونية الدينية والشعبوية، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية تعتمد على شخصيات متطرفة مثل بن غفير وسموتريتش، ممن تم اتهام بعضهم بالإرهاب، وأن الأرضية لصعودهم كانت جاهزة حتى قبل السابع من أكتوبر.



وشدد غانم على أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من حالة استقطاب وانقسام غير مسبوقة، وأن هناك تراجعًا واضحًا في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق الأمن، مع استمرار العمليات العسكرية دون نتائج حاسمة.



دعوة لبناء مشروع سياسي عربي يهودي لمواجهة الفاشية



وأوضح أن الدعم الرسمي الغربي لإسرائيل ما زال قويًا رغم التحولات الشعبية في بعض الدول، وأن على الفلسطينيين في الداخل إعادة التفكير في أدواتهم السياسية، بما في ذلك تطوير لجنة المتابعة وبناء جبهة عربية يهودية عريضة لمواجهة تصاعد الفاشية والعنصرية.



واتفق الضيفان على ضرورة بناء مشروع سياسي جديد يقوم على الشراكة العربية اليهودية، يتجاوز الانقسامات الحزبية الضيقة، ويركز على رؤية مشتركة للعيش المشترك في هذه الأرض، مؤكدين أن مواجهة الفاشية تتطلب تحالفات واسعة، وبراغماتية سياسية، وإعادة بناء الهياكل التمثيلية للفلسطينيين في الداخل لمواجهة التحديات القادمة.



"ما نشهده ليس أزمة عابرة، بل تحوّل بنيوي عميق في المجتمع الإسرائيلي.. الحكومة الحالية تعتمد على شخصيات متطرفة، وصعودهم كان نتيجة تآكل التيارات العلمانية.. مواجهة الفاشية تتطلب مشروعًا سياسيًا جديدًا وتحالفات أوسع من أي وقت مضى" - بروفيسور أسعد غانم.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play