يرى زاهر الكاشف، مدير قناة مساواة في قطاع غزة، أن ما يجري اليوم من مفاوضات هو تكرار مسار تفاوضي قديم مع بعض التعديلات الشكلية، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين هم من يدفعون الثمن.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "مفاوضات الدوحة بين حماس وإسرائيل لم تحقق تقدماً حاسماً في ملف توزيع المساعدات الإنسانية وآليات إدخالها إلى قطاع غزة، رغم استمرار النقاشات المكثفة، وذلك لأن الأطراف جميعها تسعى لتحقيق مكاسب سياسية أو ميدانية دون تقديم تنازلات حقيقية"
وتابع: "الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، تضغط بقوة لتحقيق اتفاق تهدئة لمدة 60 يوماً يتضمن وقف إطلاق نار وتبادل للأسرى، حيث يسعى ترامب لإعلان نجاحه في هذا الملف بالتزامن مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، طامحاً في استثمار هذا الإنجاز انتخابياً وربطه بملف إيران".
وأشار الكاشف إلى أن نتنياهو أيضاً يحاول الاستفادة من نتائج المواجهة مع إيران وغزة لتعزيز موقفه السياسي في الانتخابات المقبلة، بينما تسعى حماس من جهتها لتخفيف معاناة سكان القطاع والحفاظ على ما تبقى من قدراتها العسكرية، دون أن تتحمل خسائر استراتيجية إضافية.
لا يختلف عن تفاهمات يناير
وتابع: "الاتفاق المطروح حالياً لا يختلف جوهرياً عن تفاهمات يناير الماضي، سواء في ما يتعلق بعدد الشاحنات المسموح بدخولها أو قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل رهائن إسرائيليين، الشيء الجديد الوحيد في الاتفاق هو ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بداية العام وحتى الآن، بينما بقيت الصياغات الأدبية للاتفاق فضفاضة لتناسب جميع الأطراف دون تقديم حلول جذرية".
وأشار إلى أن هناك حالة من عدم التفاؤل تسود الشارع الفلسطيني، وأن الكثير من الفلسطينيين لا يتوقعون التوصل إلى حل في القريب العاجل.
القرار النهائي بيد الجناح العسكري
واستطرد: "القرار النهائي بالحرب أو التهدئة لا يزال بيد الجناح العسكري لحركة حماس، بينما يقتصر الدور السياسي على التفاوض والدعم الإعلامي، لاسيما وأن الهيكل القيادي لحماس تعرض لضربات قاسية، حيث تم اغتيال معظم القادة العسكريين والسياسيين داخل القطاع".
وأكمل حديثه قائلًا: "لكن الحركة عوضت هذه الخسائر عبر مجموعات ميدانية جديدة في الشمال والوسط والجنوب، ورغم ذلك، لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي، ما يؤكد استمرار حضورها العسكري رغم الخسائر".