يرى طارق عواد، خبير أسواق الطاقة، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جذرية في خريطة الطاقة، مع تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على مشاريع خطوط الغاز والنفط، في ظل الأزمات الجيوسياسية المتلاحقة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "إسرائيل تسعى بقوة لتثبيت موقعها كمركز إقليمي للطاقة، معتمدة على شبكة خطوط الغاز التي تربطها بمصر والأردن والسلطة الفلسطينية، بجانب مشاريع طموحة لنقل الغاز إلى أوروبا عبر قبرص واليونان، وهو ما يثير قلق بعض دول الجوار، خاصة مصر التي تخشى من تراجع دورها الاستراتيجي في سوق الطاقة".
وأشار عواد إلى أن تركيا باتت لاعباً أساسياً في معادلة الطاقة الإقليمية، حيث تمد إسرائيل بنحو نصف احتياجاتها النفطية عبر ميناء جيهان، وتسعى لترسيخ نفسها كممر رئيسي للطاقة نحو أوروبا، بينما تحاول إسرائيل تطوير قناة النفط من إيلات إلى أشكلون لتجاوز قناة السويس، في خطوة قد تؤثر على عائدات مصر من رسوم عبور النفط.
كيف تأثرت مصر والأردن؟
وأضاف: "الأوضاع الأمنية الأخيرة دفعت إسرائيل إلى وقف تصدير الغاز لمصر والأردن، ما أجبر البلدين على استيراد الغاز المسال بأسعار أعلى بكثير من الغاز المنقول عبر الأنابيب، الأمر الذي انعكس سلباً على قطاع الطاقة في مصر ودفع الحكومة إلى تقنين الكهرباء ليلاً وفرض إجراءات تقشفية على المصانع".
وأوضح عواد أن هذه التطورات تزامنت مع محاولات مصر والأردن تعزيز دورهما كمحاور للطاقة عبر مشاريع خطوط الغاز الممتدة إلى لبنان وسوريا، إلى جانب خطط العراق لمد أنبوب نفط من البصرة إلى العقبة، في ظل منافسة حادة على النفوذ في سوق الطاقة الإقليمي.
صراع نفوذ استراتيجي
واستطرد: "معركة الطاقة في المنطقة لم تعد تقتصر على تأمين الإمدادات، بل تحولت إلى صراع نفوذ استراتيجي، تلعب فيه التحالفات السياسية والعسكرية دوراً محورياً في رسم مستقبل الطاقة".
وأكد أن مشاريع الطاقة العملاقة تحتاج إلى تخطيط طويل الأمد ورؤية علمية دقيقة، بعيداً عن الحسابات السياسية المؤقتة، مشيراً إلى أهمية وجود مراكز بحثية متخصصة لصياغة استراتيجيات فعّالة تواكب التغيرات المتسارعة في المنطقة.