يرى الدكتور محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر بجامعة قطر، أن هناك مصلحة واضحة لكل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصوير الأوضاع على أنها تسير نحو تحقيق الأهداف، وذلك لخدمة المشهد الداخلي في كلا البلدين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس:، أن هذا الأمر مهم أيضًا في تسهيل التفاوض مع الأطراف الأخرى في حال ظهور أية عراقيل في مسار التفاهمات.
وأوضح الزويري أن الأجواء العامة تضغط على نتنياهو بشكل خاص للذهاب نحو اتفاق وقف إطلاق نار لمدة ستين يوماً، خاصة بعد أن أنهت الولايات المتحدة قائمة أولوياتها بضرب إيران، مما يجعل أي تأخير في وقف إطلاق النار يعني استمرار الحرب وتبعاتها.
وتابع: "نتنياهو يسعى لاستثمار كل ما حققه سياسياً حتى الآن، ويرغب في الوصول إلى مرحلة الـ 60 يوماً ليبدأ التفكير في اليوم التالي لغزة، خصوصاً بعد فشل كل المشاريع المطروحة بشأن مستقبل القطاع".
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي يضغط باتجاه إيجاد حلول لليوم التالي بسبب القلق الإقليمي من تداعيات ما يجري في غزة على أمن واستقرار المنطقة، محذراً من أن غياب حل جذري لمشكلة غزة قد يؤدي إلى أزمات أمنية داخلية في عدة دول مجاورة.
واستطرد: "الحديث عن القضية الفلسطينية لم يعد يقتصر على العدالة وتقرير المصير، بل أصبح مرتبطاً بشكل وثيق بأمن الأردن ومصر ودول أخرى، حيث باتت الترتيبات الإقليمية تُصاغ وفق رؤية أمريكية وإسرائيلية لضمان استقرار الأمن العربي الداخلي، وإن كان هذا الاستقرار مؤقتاً ومشوشًا".
وأكمل حديثه قائلًا: "إسرائيل تخسر كثيراً من استمرار الحرب، التي استنزفتها عسكرياً واقتصادياً بشكل غير مسبوق، وتكلفة الحرب على غزة باتت تقارب تكلفة المواجهة مع إيران، رغم الفارق الكبير في المساحة، بينما نتنياهو سيحاول التغطية على فشله في غزة عبر التوجه نحو التطبيع مع دول عربية أخرى، في محاولة للظهور بمظهر المنتصر الذي أغلق ملف غزة وبدأ بملفات جديدة".
وتابع: "جميع الأطراف باتت تدرك أن إسرائيل استنفذت كل أدواتها في غزة، وأن القطاع أصبح عبئاً كبيراً عليها، وأتوقع أن إسرائيل ستبدأ البحث عن مخرج يبرر انسحابها، عبر رواية داخلية تزعم أنها دمرت حماس ولم يعد لها وجود في غزة".