قُدمت لائحة اتهام ضد رجل يبلغ من العمر 54 عامًا من سكان عكا، بشبهة نشر منشورات تحريضية تتضمن دعمًا وتمجيدًا لمنظمة "حماس"، وذلك بعد تحقيق أجرته شرطة لواء الساحل – مركز شرطة عكّا" .
كانت الشرطة تلقت بلاغات حول منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي احتوت على مضامين تحريضية وداعمة لمنظمة "حماس"، تضمنت، صورة لأحد أفراد المنظمة ملثم ومسلح، يرتدي شريطًا أخضر على جبينه، ويقف بجانبه طفل يرتدي زيًا عسكريًا ويحمل سلاحًا، إلى جانب كتابات تحريضية على الإرهاب.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع المحامي محمد حاج، والذي قال إن اللائحة تم تقديمها يوم الإثنين، وتتضمن 9 مخالفات تتعلق بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أكتوبر العام الماضي وحتى الآن.
اعتقال صادم
وأضاف: "المتهم ليس ناشطًا سياسيًا ولا يملك خلفية سياسية وهو بعيد كل البعد عن ذلك، بل هو مواطن يعاني من مشاكل صحية ويتلقى علاجًا نفسيًا منذ فترة طويلة، إلا أن ظروفه الصحية لم تمنحه أي حصانة قانونية أمام الاتهامات الموجهة إليه".
وأضاف أن اعتقاله كان صادمًا حتى للمقربين منه، حيث لم يكن أحد يتوقع أن يكون هو المقصود بالاتهام، خاصة أنه معروف بسلوكياته الهادئة.
لا حصانة قانونية للمرضى النفسيين
وأشار "حاج" إلى أن المتهم محتجز حاليًا في السجن ويعاني من صعوبات في تلقي العلاج المناسب لحالته النفسية، مما يزيد من معاناته داخل السجن.
وتابع: "المنشورات التي تسببت في اعتقاله قد تكون نابعة من حالته النفسية، إلا أن ذلك لا يعفيه من المسؤولية القانونية، إذ أن القانون لا يمنح حصانة حتى لمن يعانون من مشاكل صحية أو نفسية، بل يتم فقط أخذ هذه الظروف بعين الاعتبار أثناء المحاكمة، وقد تؤثر على شدة العقوبة وليس على مبدأ الإدانة".
الموقف القانوني
واستطرد: "فريق الدفاع سيعمل على دراسة كل منشور على حدة، لمعرفة ما إذا كان يندرج تحت بند التحريض أو التهديد، حيث تختلف التهم والعقوبات المرتبطة بكل نوع من هذه المنشورات".
وأكد أن الترجمة الدقيقة لمحتوى المنشورات ستكون حاسمة في تحديد الموقف القانوني للمتهم، خاصة وأنه يتقن اللغة العربية وقادر على تقييم النصوص بدقة.
وفي ختام حديثه، وجه "حاج" رسالة تحذير للشباب بضرورة الانتباه لما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه المنشورات قد تؤدي إلى اتهامات جنائية وعواقب وخيمة، حتى لو كان الهدف منها مجرد التعبير عن الرأي أو المشاركة في نقاشات عامة.