نظم أهالي مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة الغربية، أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية، رفضا لقرارات الهدم الإسرائيلية والمطالبة بالعودة إلى منازلهم.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع نهاد شاويش، مسؤول الخدمات في مخيم نور شمس، والذي قال إن المخيم يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب عمليات الهدم والحرق التي ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ أشهر، ما أدى إلى تدمير 400 منزل كليًا من أصل نحو 2500 منزل داخل المخيم، إضافة إلى حرق حوالي 200 منزل آخر.
جميع البيوت تضررت
وتابع: "جميع بيوت المخيم اليوم متضررة، فلا يوجد بيت واحد لم يتعرض للتكسير أو الحرق أو تدمير الأبواب والشبابيك، مما ساهم في تحويل المخيم إلى بيئة طاردة للسكان وجعله غير صالح للسكن، وهو الهدف الحقيقي للجيش الإسرائيلي".
وأشار شاويش إلى أن الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت تحت عنوان "أوقفوا هدم بيوتنا في داخل المخيم وحرقها. أعيدونا إلى المخيم" جاءت للمطالبة بحقوق النازحين الذين أُخرجوا قسرًا من المخيم بقوة السلاح، وأصبحوا مشتتين في مدينة طولكرم وقراها وبلداتها دون مأوى حقيقي.
وتابع: "هذه الوقفة كانت رسالة للعالم أجمع، للمؤسسات الحقوقية والإنسانية، وللعرب والمسلمين، وكل من يتحمل مسؤولية أخلاقية أو سياسية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، بأن أهالي المخيم موجودون ولن يرحلوا وسيعودون إلى بيوتهم مهما طال الزمن".
دور السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي
واستطرد: "المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك العاجل للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، كما أن الأونروا تتحمل المسؤولية الأولى عن أمن وسلامة وخدمات وتعليم وصحة اللاجئين، داعيًا إياها للقيام بواجباتها تجاه النازحين".
وأوضح أن السلطة الفلسطينية مطالبة أيضًا بتحرك سياسي وخدماتي، ورفع صوت اللاجئين في كل المحافل الدولية، خاصة مع استمرار معاناة الأهالي الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية منذ ستة أشهر خارج بيوتهم دون أي دعم حقيقي يغطي احتياجاتهم الأساسية.
تكرار سيناريو غزة
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يسعى لتكرار سيناريو غزة في مخيمات الشمال، حيث يتم تدمير البيوت وتهجير السكان وفرض واقع جديد بالقوة، لكن الشعب الفلسطيني لا يُقهر ولا يموت، والوقفة الأخيرة كانت تعبيرًا صادقًا عن صمود الأهالي رغم المخاطر وقلة الإمكانيات".
واختتم "شاويش" حديثه بالتأكيد على أن أهالي المخيم سيواصلون النضال حتى العودة إلى بيوتهم، وأن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين.