يرى البروفيسور أيمن يوسف، المحاضر في العلوم السياسية والمتخصص في العلاقات الدولية، أن الاستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية تجاه إيران مرت بمراحل تكتيكية متدرجة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، "الاستراتيجية بدأت بالاستفراد بجبهات المقاومة والممانعة في المنطقة، حيث ركزت إسرائيل على تفكيك ما يسمى بجبهة وحدة الساحات التي تضم غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، باستثناء الجبهة الإيرانية الممتدة من بغداد إلى صنعاء".
وتابع: "إسرائيل أدركت أهمية استهداف هذه الجبهات المؤيدة لإيران، لكن الرؤية الاستراتيجية المشتركة مع الولايات المتحدة كانت تصر على استهداف رأس الأرنب أي طهران نفسها، معتبرًا أن هذا التحول يمثل قرارًا استراتيجيًا خطيرًا دفع إسرائيل إلى حافة المواجهة المباشرة مع إيران".
وأشار يوسف إلى أن الإعلام الإسرائيلي يلعب دورًا كبيرًا في المعركة، حيث يسعى إلى طمأنة الرأي العام عبر تسريبات حول انتهاء الخطر النووي الإيراني، لكنه يرى أن هذه التصريحات تحمل قدرًا كبيرًا من المبالغة، مضيفًا: "إيران ما زالت تملك قدرات علمية ونظامًا متماسكًا يسمح لها بإعادة بناء برنامجها النووي حتى خارج حدودها، مستفيدة من علاقاتها مع الصين وروسيا وباكستان".
ولفت إلى أن إسرائيل نجحت في إلحاق ضرر بالبرنامج النووي الإيراني وجلب الولايات المتحدة إلى المواجهة، لكن من المبكر الحديث عن تلاشي الخطر الإيراني، خاصة مع استمرار النظام في طهران وتوفر الدعم الدولي له.
وأوضح: "إسرائيل تعتمد على استراتيجية الحرب المفتوحة مع إيران، وتستفيد من بقاء الغول الإيراني كعدو خارجي لتبرير استمرار الدعم الأمريكي والغربي، وحشد التأييد الشعبي داخليًا، بالإضافة إلى تعزيز علاقاتها مع الدول العربية والخليجية تحت شعار الحماية من الخطر الإيراني".
وأكمل: "العلاقة الأمريكية الإسرائيلية علاقة بنيوية تتجاوز الأشخاص، وستستمر حتى مع تغير القيادات، لأن هناك مصالح استراتيجية وفكرية عميقة تربط الطرفين، وقد تنضم إليها دول أخرى استعدادًا لمواجهة التمدد الصيني في المنطقة".
وشدد يوسف على أن الحروب، -حتى وإن كانت إعلامية أو نفسية-، تخدم المشروع الإسرائيلي في المنطقة، وتمنحها هامشًا أكبر للتحرك سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستبقي الحديث عن "الخطر الإيراني" حاضرًا في الخطاب السياسي والإعلامي لضمان استمرار الدعم والتحالفات الغربية والعربية.
