وافقت إسرائيل من حيث المبدأ، ضمن مفاوضات التهدئة الجارية بشأن قطاع غزة، على السماح لقطر ودول أخرى ببدء ضخ الأموال والموارد اللازمة لإعادة إعمار القطاع، حتى قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ويأتي هذا التطور وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الخميس، في إطار جهود دولية حثيثة لبلورة اتفاق يشمل وقف العمليات، وتبادل الأسرى، وتحسين الوضع الإنساني في القطاع.
خلاف حول محور موراغ وتعقيدات ميدانية
وفي المقابل، لا تزال نقطة محور "موراغ"، الواقع بين رفح وخانيونس، محور خلاف مركزي في المفاوضات. تطالب حركة حماس بانسحاب كامل من المحور، فيما عرضت إسرائيل خريطة جديدة تسمح لها بالبقاء جزئيًا في المنطقة، معتبرة ذلك جزءًا من "مرونتها" في إدارة المفاوضات.
ويُعد هذا المحور مفصليًا من الناحية الأمنية والإدارية، حيث تُخطط إسرائيل لإقامة منطقة مغلقة على أنقاض مدينة رفح بهدف فرز وتدقيق أمني للمواطنين العائدين.
مواقف متباينة من الدول المشاركة في ملف الإعمار
أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، أثارت مسألة الإعمار خلال محادثات الوفد القطري، وسط رفض من دول مثل السعودية والإمارات الالتزام بأي تمويل دون ضمانات رسمية بإنهاء العمليات العسكرية، وتُصر إسرائيل من جهتها على أن تشارك أكثر من جهة في عملية الإعمار، وليس قطر فقط.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مساعٍ لتقليص الفجوات وتفاؤل مشروط بشأن الاتفاق
رغم تعثر المفاوضات في الأيام الماضية، تشير تقديرات إسرائيلية إلى تقلص الفجوات مساء الثلاثاء، بعد تقديم اقتراح جديد للوسيط القطري يتعلق بانتشار القوات في القطاع.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن "وقف إطلاق النار قد يتحقق خلال أسبوع أو أسبوعين"، مؤكدًا أن "العملية ليست آنية"، وأن الطرفين وافقا مبدئيًا على هدنة تمتد 60 يومًا.
نحو انفراجة مشروطة تنتظر الضمانات
يبدو أن أطراف المفاوضات اقتربت من صيغة توافق مبدئي، غير أن الملفات الحساسة مثل محور موراغ ودور الدول الإقليمية في إعادة الإعمار ما زالت تؤثر على تقدم المحادثات.
وحماس من جهتها تُشدد على أهمية ضمان تدفق المساعدات وانسحاب القوات، بما يحقق وقفًا دائمًا لأعمال العنف ويبعث برسائل طمأنة واضحة لسكان غزة.
وقال المسؤول الإسرائيلي لرويترز: "وقف إطلاق النار ليس مسألة ساعات، لكننا نرى إشارات مشجعة، ونأمل التوصل إلى تفاهم شامل قريبًا."
طالع أيضًا:
خلاف حول حدود الانسحاب العسكري يُعرقل التفاهم بين إسرائيل وحماس