اختتمت فعاليات قمة البريكس الـ17، في مدينة قازان الروسية، والتي جمعت بين رؤساء دول مجموعة البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) وضيوف من دول أخرى.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع د. آصف ملحم مدير مركز جي اس ام للدراسات في موسكو، والذي قال إن قمة البريكس الأخيرة شكلت منصة هامة لمناقشة قضايا دولية ملحة، أبرزها الحرب في غزة، الأزمة الأوكرانية، والتغير المناخي.
وقف الحرب في غزة
وأضاف: "المجموعة أجمعت على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب، مع التأكيد على دعم حل الدولتين واعتبار غزة والضفة الغربية أراضي فلسطينية محتلة، كما أدانت إسرائيل بسبب هجماتها المستمرة على سوريا".
وشدد على أن قمة البريكس ليست لديها أدوات تنفيذية مباشرة لفرض حلول، لكنها تملك القدرة على الدعوة والضغط السياسي، خاصة مع توسع عضويتها لتشمل دولًا مؤثرة مثل مصر، الإمارات، إيران، وإثيوبيا، إلى جانب الأعضاء المؤسسين: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا.
وأشار ملحم إلى أن القمة شهدت مشاركة دول أخرى بصفة مراقب أو شريك، مثل الجزائر وتركيا، إضافة إلى دول مهتمة بالانضمام لبنك التنمية الجديد التابع للمجموعة، ما يعكس اتساع نفوذ البريكس عالميًا.
وتابع: "المجموعة باتت تمثل تكتلًا اقتصاديًا يضم 40% من حجم الاقتصاد العالمي، وتطرح نفسها كخيار بديل في مواجهة الهيمنة الغربية، خاصة بعد استبعاد روسيا من مجموعة الثمانية عام 2014، خاصة وأن الصين وروسيا هما الأكثر تأثيرًا في المجموعة، خصوصًا في إدارة بنك التنمية الجديد الذي يتخذ من شنغهاي مقرًا له".
الضغط على إسرائيل
وحول القضية الفلسطينية، أوضح ملحم أن البريكس يمكن أن تضغط على إسرائيل عبر أدوات اقتصادية، مثل العلاقات التجارية مع الصين، لكن فعالية هذا الضغط تعتمد على اتخاذ قرارات جماعية واضحة من الدول الأعضاء.
كما أشار إلى أن انضمام السعودية للمجموعة ما زال معلقًا، بسبب رغبتها في الحفاظ على توازن علاقاتها بين الشرق والغرب، بينما الإمارات أصبحت عضوًا فاعلًا منذ العام الماضي.
حلول وسطية بين واشنطن وبكين
وفيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية الدولية، انتقد ملحم الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، معتبرًا أنها ستضر بالمستهلك الأمريكي وتخالف قواعد منظمة التجارة العالمية.
وأكد أن البريكس تدعو لإيجاد حلول وسطية بين واشنطن وبكين، مشددًا على أهمية دور الدول العربية، خاصة مصر والإمارات، في تفعيل الحضور العربي داخل المجموعة ودعم القضايا الإقليمية.