قال الصحفي معاذ العمور، إن الأوضاع الإنسانية في جنوب قطاع غزة، وخاصة في خان يونس، وصلت إلى مرحلة الكارثة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد وتيرة القصف واقتحام الدبابات لمخيمات النازحين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "آلاف العائلات الفلسطينية باتت محاصرة في مناطق ضيقة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وصعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفيات، خاصة مع اقتراب الدبابات من مجمع ناصر الطبي الذي يعد الملاذ الأخير للمرضى والجرحى في المنطقة".
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تستهدف بشكل مباشر خيام النازحين، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، في حين تعجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب كثافة القصف وخطورة الوضع الميداني.
منع الدفن
وتابع: "الجيش الإسرائيلي يمنع عمليات الدفن، حيث تضطر العائلات للاحتفاظ بجثامين أحبائها لساعات طويلة في ظروف صعبة وقاسية، وسط استمرار القصف ونقص الإمكانيات، في ظل استمرار مشاهد النزوح الجماعي التي تتكرر يومياً، حيث يضطر الأهالي إلى الفرار من منطقة إلى أخرى دون أن يجدوا أي مأوى أو حماية، في ظل استمرار استهدافهم حتى أثناء محاولات الهروب".
واستطرد: "الجيش الإسرائيلي يتبع سياسة ممنهجة لتضييق الخناق على المدنيين، من خلال هدم الخيام والمقابر، وإطلاق قنابل الغاز والرصاص على كل من يحاول التحرك أو تقديم المساعدة".
فخ الموت
وشدد العمور على أن الوضع في خان يونس بات أقرب إلى "فخ الموت" كما وصفه مسئولو الأمم المتحدة، حيث تتفاقم المجاعة وتنتشر الأمراض، ويعيش السكان في حالة رعب دائم بسبب الغارات الجوية والقصف المتواصل.
وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتدخل العاجل لوقف هذه الكارثة، وحماية المدنيين العزل، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الطبية والغذائية، وإنقاذ ما تبقى من السكان في جنوب القطاع.
شاهد عيان يروي تفاصيل مؤلمة
وفي شهادة من أحد سكان المنطقة، أوضح أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر الآن مخيمات الرحمة والخير وحطين والإسراء والبراق الجنوبي ومقبرة النمساوي، وتطلق النار وقنابل الغاز بكثافة على المدنيين، ما أدى إلى عشرات حالات الاختناق.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل هدم المقابر وينشر الرعب بين الأهالي، الذين يحاولون إخلاء أسرهم تحت وابل من النيران.